التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٠٩

الجنونُ مُجتاحاً بهِ

الجنونُ مُجتاحاً بهِ مأمون التلب إلى وحيد، حفيظ، جِيْ، أنس، أفّه. هذا المقال ذاكرة حوارات دارت بيننا، حياة عاركناها في الدمازين، ومناطق داخلية لا علاقة لها لا بالمكان، ولا بالزمان. (1) ظهر لنا، من مكان مجهول ومن وجهة غامضة، في منتصف الشارع تماماً، حمارٌ مريض بجسدٍ مُخرَّطٍ بالقروح، أبيض شاحب يقترب من انتماءٍ رماديّ، ولا يهتمّ مثقال ذرَّةٍ باقتراب سيارتنا من جسده المُعترض، بل لا يهتمّ باقتراب أية سيارةٍ أخرى. يا ترى ما به؟. اللامبالاة التي يعاني منها الحمار المريض _يقولون_ تُحلُّ بسبيلين، الأول يؤدي إلى الثاني؛ بمعنى أن السبيل الأول، وهو تعبيريٌّ لحدٍّ ما، هو تحدّيه المختلّ والجميل لحقّ الحيوانات الحديدية بالمرور على شوارعها الخاصّة، وهو إشارةٌ تؤدي للسبيل الثاني وهو الإزعاج (ربما الألم) الذي سيسببه لأفراد قسم الشرطة الطرفية من المدينة في ليلةٍ قريبةٍ جدّاً، سينتحر الحمار، كما انتحرت حميرٌ منبوذةٌ كثيرة، أمام قسم الشرطة، يرقد أمامهم حتّى يموت!. سألت: والشرطة لا تقتله؟ (كنت أفكّر في القتل الرحيم) قيل: لا، إنهم ينتظرون موته بصبرٍ جلوساً على الكراسي، ثم ينقلونه بعيداً ليتحل