التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١١

حلم

إن أحبّوا بعضهم، والتحمت أجسادهم، رُحِمُوا بموتٍ وحيدٍ دون نَهشٍ تقتلهم جلودهم المبرقعة بألوان الأجساد التي ضاجعوها بدموعٍ بلا لون؛ إن لم، تأكلهم وحوشٌ رقيقةٌ أحياءً. تحوّل الكوكب انصهار حبٍّ وكراهيّةٍ ونحن نظّفناه، أكلنا جثث المحبّين، وطاردنا الوحوش بقوّة الجثث، ولم نصل، لا للموت، ولا لرؤية الحياةِ مجدّداً. ـــــــ  الصورة من أعمال أحمد المرضي

Clint Mansell - Death is the Road to Awe

ماتَ قبل أن يعرفني - مازن مصطفى

مات قبل أن يعرفني  مازن مصطفى* 1-  قبل عام، كنا نتحدث عن حالته الصحية المتدهورة، فقلت ضاحكاً:  -"هو أذكى من إنو يموت قبل ما يعرفني"  سألني:  -"إنتا هظارك دا جادي فيهو، صاح؟"  -"طبعاً جادي؛ المواضيع دي ما بتحتمل الهظار"  قلت بذات النبرة.  2-  لسنوات كنت غير قادر على الرسم؛ ببساطة كنت لا أشعر بالرغبة، كنت أستطيع تأمل أعمال تشبعني لآخرين فلماذا أرسم؟ إنهار طموحي الجمالي في هذه المنطقة، "وهذا ما يتوقف له الجميع!" قلت لنفسي لائماً؛ لم أشعر بالوصول، توقفت لأسباب أخرى لا أدركها الآن بوضوح. عزائي الفعلي كان الآتي: حين توقف ساباتو عن الكتابة إنصرف إلى الرسم، سأفعل مثله. متى سأنتحر إذن؟ الآن، أعترف بخجل، تتوارى ميولي الإنتحارية بعيداً جداً، وكأن الحياة صارت جميلة! ولا أحس باللحظة المناسبة، لأن اللحظة المناسبة تعني الوصول بصورة ما؛ أعلم أنني لا أحتملها، لا أحتمل الضئيل الذي سأكونه حينها، وسأموت ندماً إن جاءت وعلمتها ثم لم أغادر: لن أعلم بها؛ هذا أسوأ كابوس في الوهلة.  3-  كله في الوهلة؛  تعلمون أن كله في الوهلة؛  والوهلة أبدية. 

أمي رشيدة حبيب الله Rashida Habib allah

إبحث عن العاطفة - محمد الصادق الحاج

إبحث عن العاطفة محمد الصادق الحاج  (1)     إنَّ مداومةَ الإنتظارِ على سطح هذه الكتلة المتقبضة من العناصر «الأرض»، ومراقبةَ الإقامةِ الوجوديةِ بعينِ المسطرة، وقياسَ خياراتِ التوازي والإنحناء بين حيادِ الأفق المنظورِ وحدودِ عمائم الأشجارِ والمباني؛ يحضُّ على التورُّطِ في تصوُّراتٍ خاطفةٍ تتعلَّق بالطردِ والإقصاء. لأنّ الزوايا السوداء، التي توفِّرها الأجسامُ الكثيفةُ للرَّائي ليلاً، تعطي ذلك الإحساسَ النادرَ بهشاشةِ الموضوع وبساطةِ ما ينطوي عليه العمرانُ من هذيانٍ مدنيّ قاصر. الزوايا القصيرة، القصيرةُ بجدِّيَّةٍ وإخلاصٍ صارمٍ قياساً بما يعلوها من فراغٍ طويلٍ، عاقٍّ، يَعِدُ بالخيانةِ لا غير، منغلقٍ على احتمالاته، عامرٍ بالفنِّ والسالبِ والصداقة: شعبٌ هندسيٌّ معلَّقٌ بين الأرضِ والسماء!. الفراغُ، هو الهندسةُ، مجتمعةً إلى رعاياها «الزَََّوَايَا» منذ فجرِ المادةِ خلف بابٍ مَطْوِيٍّ يتجادلْنَ حول فداحةِ الحرِّيَّةٍ في حالِ انطفاء محرِّك الرغبة. الفراغُ ينصت محاولاً بقدرِ الإمكانِ تفادي أن يمتزجَ بالنتيجةِ المحسوبةِ، مرجِّحاً أنَّ الشقاقَ الذي لا بدَّ أن ينشأ عشيَّةَ القيامة، سوف يكون برهانا

From a little child called Sara

Mamoen! Here I am now, in my own children's bed in my own old children's room. Safe and happy I arrived and my friends came to the airport to pick me. It was so strange to be back again, everything was so new and I started making pictures as a tourist in my own country. We took a train from the airport to my town and everything was so organized: the train left the exact same time as it was supposed to leave, the toilet in the train was so clean (much cleaner than any other public toilet in Kenya), and I was suprised not to see anyone grabbing in the dust bins looking for food. It is just such a weird transition from Africa to Europe and emotional it's something I couldn't handle if I were so sensitive about it but I just acted that it was normal to be back again. But I cried, offcourse. From inside and outside. :-) We sat on the terras at the airport and had some beers with my Dunhills Blue. The weather was extremely nice, 28 degrees and sun. All flowers are out there i

في مديح مازن المُنَمَّق

[تخشى الأسود وهي صامتة] الإمام الشافعي [لم أكن أريدُ إلا أن أعيش وفق الدوافع التي تنبع من نفسي الحقيقيَّة، فَلِمَ كان ذلك بهذه الصعوبة؟] هيرمان هيسه مزُّونة (يبدو أنكِ عَثَرتِ، أخيراً، على اسمك الحقيقي)، إن الذي يَجري هنا، كما تعلم، لهو تمزيقٌ للكتب المقدَّسة، ودعني أُسميها هكذا ارتكازاً على الإرث الثقافيّ الكبير الذي وَرِثناه من معاناة الخيال البشري عبر العصور؛ التصوُّر المريع لبداية الحياة الإنسانيّة المقبلة، وإنني أجزم أننا، جميعنا، سنكون جزءً من ذلك. إذ عندما يتكاثر عدد الذين هم أمثالك، فإن النهاية المُحطِّمة للعصر الحجري ستنتهي (الحجري القَلبي)، تماماً مثلما قال هيرمان هيسه في كتابه (دميان)، متذكر الكتاب ده يا وَلَد؟ أعتقد أننا تمرمغنا بين يديه في شقّتك الهاربة من جحيم القاهرة إلى خلاء مدينة "الشيخ زايد" الطرفيّة، أو، كما كنا نسميها، (الحرب العالمية الثانية). قال سيدنا هرمان:  [تحدَّث عن روح أوربا وعن علامات الزمن؛ قال إنه في كل مكانٍ نستطيع أن نَلحظ طغيان غريزة القطيع، ولا مكان للحريّة والحب. وهذه الروابط المزيّفة كلها ـ ومن التجمعات الأخويّة إلى فرق الكورال إلى الأم