التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٢

انزعوا عن قلوبهم الأمل ـ هرمس

انزعوا عن قلوبهم الأمل هرمس أغضبوهم. سدوا عليهم فرج حياتهم البائسة وأغضبوهم. ازرعوا الشَكَّ في قلوبهم وحَوِّلوا النوم بين أعينهم لترابٍ وصديد. لوِّنوا وجوهكم بأزرق الإفاقة من الوهم، كَسِّروا شاشات أحلامهم المريحة، وانزعوا عن قلوبهم الأمل. اصفعوهم بكفوفكم الآن سيصفهم الرصاص، أحيلوا اللبن الفاسد الذي يجري في عروقهم المرهقة لدماء. سَخِّنوا القِدر الذي ينتظرون فيه أن يؤكلوا. ضعوا مقودهم في أيديهم الراجفة وعلموهم الحوادث. إنكم إن لم تفعلوا غَلَبهم الموت الحي، وساحوا في جحيمهم العاطلة يتبادلهم الأسياد بأسبقية الصحو عليهم. عذِّبوا عقول العامة. اخذلوا سهولتهم. تربصوا لهم في راحتهم و أفسدوا عليهم موتهم الرخيص. ــــــــــ شاعر صديق من مصر، مدونة  هرمس على الرابط http://hermes333.blogspot.com/  صدر ديوانه الأول عن دار كلمة  

قصائد ـ ميرغني ديشاب

قصائد ميرغني ديشاب (1) هُوَ المَوْتُ فاختَر طريقينِ أو كفَنيْنِ؛ طريقٌ إذا ما رأيتَ افتَرَعتَ بَهَاكْ، وطريقٌ، لا تَسيْرُ العصافير فيها، أَعلى من النّخل، أقصَرُ من قامةِ الرَّملِ. أنت كما طلقةٍ إن خَرَجت لا تَعود إلى البندقيَّة؛ ليس كالبرقِ لَمعته واحِدَة، كالبحرِ في مدّه السَّرْمَدِيِّ كالموتِ في رفقةِ النّاس سِرَّاً وجَهْراً. تَكَلَّم! فلا شيء يَبقى إذا ارْتَحَل الموت منك إلى طفلةٍ بينَ بيْن؛ سواداً، بياضاً، فضاءْ. لكَ الشاطئ المُرْجَحِنُّ كما لمعةِ السّيفِ فاختَر طريقين، نَجْمَهُمَا في فضائِكْ. (2) أمَّا القراءات فسبعٌ وعشرٌ وأُخرى لغةٌ هذه لوحة الورد فيها تناسل أوردةً من شَفَق، وأخرى على راحة الكفِّ يَرتَجُّ فيها الكلام، لا تلتَمِس، لوحةً، لغةً، في بقايا من الرمل، قاب قوسين من الرِّيحِ. أخرى هنا، لاهبةً في البريد لنَجمٍ ونَجمْة، وأخرى، تُحوِّم أعلى من القمر المتدلِّي لعُشرَتِها. هي من شهقةِ القَمْحِ للماء، من ضحكةِ النهرِ حين يُفاجئه بالبياض السَّمكْ؛ بلونٍ سيعرفه العاشقون آناً، ويَعرفُهُمْ غائبينَ، جميلين

شيء - محفوظ بشرى

شيء محفوظ بُشرى  (1) يقوم الليل مقام المصغي؛ تهبط ذراته تباعاً وأنا أمدّ عينيَّ إلى هناك، حيث يضيع في ذاته، فلا أعرف إن كان ما يُوجَد في العلوِّ السحيق ليلٌ أم سواد. وإن فَرْقاً ليفصلهما؛ ألمسه مثلما أُدرِكُ التبغ بفمي أو بيدي في سكونٍ مُحفِّزٍ للتجلِّي، ألعَق بكريته وأقول ما يُودِي إلى أنَّ البداية سوداء في أصلها، أعفّ عن أخذه بعهدٍ بيننا، فالليل للنظر. في القديم اخترقتني النجوم ، وأنا أخرج بها من حدود التأمل نحوي، إلى اكتناه النقاط. النجوم ترتيب الإله لأعينه الراصدة، ترى حلمي أكثر مني؛ قبلي، وتفرض نَقشَتَها على الأسماء والبُعد. لو طالتني النجوم الآن لأصبح الليل صوفياً، ولسَرَت كهرباء الرعب من تحقّق الأحلام فيَّ ، ولتكسرت أجزاء المصغي إلى جزر تعجزني عن الغرق. (2)  والليل في تكوينه أولٌ بلا جدال؛ تعرف ذلك الكائنات التي ترعبني وأنا أُغمِضُ في حضوره، تعرف ذلك العوالم التي تسير في عشواء المفاجأة، وأعرف، أكثر من غيري، أن الخلاء والليل لا ينقصهما سواي، لأجتاز من معرفتي بالأشياء إلى معرفةٍ مغايرةٍ بالأشياء. الليل أول، والليل خام اكتشافي لمعدن الغريزة.

والجميع؛ تلصقهم ببعضهم واحداً تلو آخرٍ ليسوا إجابة - هاشم يوسف الرطل

هاشم يوسف الرطل مقتطفات من كتاب: ظلمة تعكس أشعّة الخليط . اختيار: رندا محجوب By: Joel-Peter Witkin مَنِ الضَّادِيُّ المتلعثمُ ذاك وهو يُترجمُ النزعاتِ إلى شفقٍ مبدَّدٍ ومحترِقٍ فيه بينما أنتِ تُضَادِّينَ الكامنَ فيكِ يُترجمُ باندفاعٍ شاملٍ: هذه لمسةٌ، وهذه مرارةُ كأسٍ قصيرٍ ليس في اليدِ غيرُه، وتلك حشرجةُ ما يَلِي الذَّبحَ فيك، وهذه نقطةُ بوحٍ انفجرَت في يدِ أوّلِ محظوظ، وهذا شعاعٌ لَفَظَهُ مصباحُكِ لكثرةِ ما بِهِ مِن دَسم، وهذا وهذا؛ وتحت كلِّ هؤلاء ظلِّي، المخمَّرُ، الممْشِيُّ عليهِ سجادةً لغابةِ الشُّروخِ الكثيفة، لأوهامِ السيقانِ تُحَرِّك كُرةً لَمْ تأتِ في الملعب بَعد، لَمْ تأتِ بَعد، ظُنَّت مَرَّاتٍ كثيرةً في الشَّبِاك، وليس في الشِّبَاكِ مِن أحدٍ غيرُهُم؛ ليس في البابِ غير مفتاحٍ صدِئٍ، بِيَدِ الرِّيح، بِيَدِهِ الرِّيح، ترتادُهُ الأسماءُ جميعُهَا ولا يُفْصِحُ لها عن أيِّ حرفٍ منه. ـــــــــــ تَشُدُّني من معصمي قِصَّتي، يَعتلِيني سرجي فارسُ الجِهَات، يُقَلِّم سيفُهُ رقابَ الوقت، ينتهكُ المعاركَ أسرَى