التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٢

السوائل الخائنة - مأمون التلب

السوائل الخائنة مأمون التلب وكلما تغلّبت وجوهٌ على أخرى، تقلَّبت هموم عيونها وكَشَفت ما لم يُرَى . بدروبٍ لا تُفضي إلى مكانٍ وجَّهَتِ الجدرانُ أيامَ جمودها إليك؛ خَسَفَت أقمارها، وتوجَّعت من أشعِّة شموسها، وسمَّت الفضاء قلباً يَعُدُّ خطوات حياتك بفارغ القَتل . إنك منهم؛ الذين لا يقفون على وجه قبرٍ إلا ليحوّلوا ترابه سماءً طافية على ملامح وجه الميِّت؛ سماءٌ لم تعترف بها دياناتٌ ولم يقاتل لأجلها أحد. إنها السماء التي نَطَقَتْهَا شفتاك بلا طيور . لدمعتكِ لكلّ سائلٍ هائلٍ خانك وظَهَرَ نخبُ انحناءٍ كاملٍ لقوّةِ العالم؛ لهيكله السائر في الصحراء مُشبّعاً بالماء، ووجود العطش مَمحُوَّاً بكلّ من أساءَ إليك، وجود السراب مُتوّجاً بكلّ من لمح جوهرك . بوجهه المُختار بعناية انهزامات الضعف البشريّ، يُقلّب عضلاتهِ، مُفرزاً أمام كلّ شيءٍ قدرته على التحوّل؛ إنه يقهر الأسماء، ظنُّ البشر بأن الجماد جاهلٌ بوجوده وبمن يهدّدُ جُمودهُ . يلمس الأحياء بعنق زهرةٍ نابتةٍ لا تتباهى

غَيري

غَيري مأمون التلب هل استسلَمت، أبداً؟ هل توقَّفت عن توهّم اللغة كياناً منحشراً فيك وحدك، مُتغذِّياً وهاضماً ومُخرجاً ومستفرغاً، مكتئباً وخليقاً بالصراع والتدمير؟ بالولادة وتسليم الحياة يداً بيدٍ لكلِّ شيء؟ لكل هذه التفاسير يداً بيد؟. إنَّ بمقدور شجرةٍ أن تُعلِّمك أشدَّ ضراوةً من هذا كلّه، بل تزرع بذور العواء داخل كلّ اختلاجةٍ يُضمرها جسدك، إن كان قد أخرجها أم من قَبل أن تُولَدَ على سطحه، فتكبرُ مُتوحِّدةً خائفةً تُناوش بعضها البعض ، ومن ثمّ تُقتَتِل، داخلك! نعم داخلك! هلاَّ استسلَمت؟! فأنت تفعلُ هذا الاستسلام، بوقاحةٍ لم يَسبقك كائنٌ عليها، لما يسمّونه "غرورك"! لكنّ جارتك الريح، وأولاد الحِلِّة ناس الأغصان وما يَحمله اللُّعاب من مصائر وحبّ! هؤلاء، ألن تَستسلم لهم؟! أبداً؟. ارفِق بحركات الرموش التي رُمِشَت في هذا العالم، والتكسيرات المُجرَّحات اللواتي تُعانيها بلا أسبابٍ غامضةٍ حتَّى! هاذي العيون التاليةُ لها؛ يا واي! ما لهذه الحماقة الجماليّة الدَبقة المفكّرة بما تحمله العين! وبما اُلتِهَمَ من كلامٍ في غيرِ لُغَتِك مُتَسَرِّباً إلى داخلك يُغيّر أسماء أقد

وَاحِدٌ فِي العَتَبَةِ لا يَتَثَنَّى

وَاحِدٌ فِي العَتَبَةِ لا يَتَثَنَّى ناجي البدوي   ونَقِّنِي لأُدَاوِم عَلَى جَسَدِي نَقِيَّاً وأحرصُ أشَدَّ. ونَقِّنِي لأمُدُّكَ بِحَنِيْنِي وزُرْقَتِي. ونَقِّنِي   مِن وُحُوْشِي وحَاجَتِي وجُثِيَّتِي. ونَقِّنِي فَاتِحَاً سِلْسِلَتِي، فَاتِحَاً وَمِيْضِي. ونَقِّنِي مِن رَائحَتِي ورُوحِي. امْسِكْنِي مِن قُمَّازةِ اللُّطْف ونَقِّنِي. دَعْنِي لأنفاسِكَ. دَعْنِي انْخَطِِفُ خَطْفَتِي الأخيرة. ونَقِّنِي، ولا تَتْرُك لِي نَافِذَة ولا بَاب، واغْلِقْنِي عَلَيكَ، ونَقِّنِي ونَقِّنِي حتَّى لا يَتَبَقَّى مِنِّي شَيء إلاَّ مَسْحُوراً، مُرَتِّلاً سورَةَ أكوَانِكَ السِّرِّية. نَقِّنِي.   دَعْنِي اكتُمُ الضَّمِيرَ وتشطيبةَ البُكاء الأخيرة. كُنتُ بِجَسَدِكَ أَرْفَأ ثُقُوب الأيَّام. لا زِلتُ أرْفَأُ غُيُوم الأيَّامِ فِي الجسَد. أنَا رَائحَتُكَ. كَاتِبُ لَوْح الدَّاخل. اكتبُ التَّعْوِيْذَةَ الأبَدِيَّةَ لقُرُوحِ العَدْل. لازلتَ شَبِيْهِي وبابيَ السَّهران وشريكي. أرفقُ بكَ بِحَنَانِيَ ودُمُوعِي، ومَا بِي مِن لَوعَات   وما بِكَ مِن غضونٍ ولُغَةٍ وكَمَالات. ومَا ن

حملة الدفاع عن حُريَّة التعبير والنشر - بيان تأسيسي

حملة الدفاع عن حُريَّة التعبير والنشر بيان تأسيسي [أريدُ أن آخذ حقي من الحياة عنوةً؛ أريدُ أن أُعطي بسخاء، أريدُ أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويُثمر. ثمة آفاق كثيرة لا بدّ أن تُزار، ثمة ثمار يجب أن تُقطف، كتب كثيرة تُقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملاً واضحة بخطٍّ جريء] الطيب صالح – موسم الهجرة إلى الشمال عبر هذا البيان التأسِّيسي نُعلن اليوم عن قيام حملة الدفاع عن حرية التعبير والنشر، وهي الحملة التي تنطلق وبلادنا تواجه كوارث اجتماعية، اقتصادية، وسياسية عظيمة، يستحيل معها تحمُّل محاولات سدَّ نوافذ المعرفة والفكر وتبادل ونشر المعلومات، بمزلاج الحجب والمنع والمحاكمات الإيجازية والبلاغات الكيدية والتهديد والوعيد، فالسودان يحتاج من بناته وأبنائه للوقوف وشدَّ الأيادي بعضها على بعض من أجل إطلاق حرية التعبير، ومن أجل فكِّ الكتابةِ من إسارِ الرقابة، بحيثُ لا تخشاها من الذات أو من الغير، وذلك وفق الطرق السِّلمية والديمُقراطية السليمة، التي لا تنتهك القانون، بل تُشدِّدُ على إنفاذه ونفاذه ومن ثمّ، من قبل ومن بعد، الإصلاح المـُستمر لهذا القانون نفسه،