التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٣

هل التقيت نفسك اليوم؟

هل التقيت نفسك اليوم؟. شعرُ آخرٍ هائمٌ داخل شعرك كشوارع ليليّةٍ هائمةٍ دون بشر، تخنقُ الليل إذ هو وحيدٌ أمامها؛ الأضواء تتدلّى من نوافذ العيون التي تتهشّم لتقول أنها تَرَى الفاكهة النابتة من العيون لتقول أنها عمياء العماء المقتصرُ على الصراخ: أيتها الحقول التي تُحيط بالجسد، من سيّجك وجذّر اسمه بتربتك ليشبه روحك؟. هل التقيت نفسك اليوم؟ التقيتُهَا لكَ بينما كُنتَ، أنتَ، غافلاً عن ظَهْرِهَا المتقرّح بانحناء خيالاته؛ التقيتُهَا لكَ؛ وقد كانت، نفسُكَ، تقبّل جداراً نَظرتَ إليه دون أن تهتمّ، كانت تُداعب سيقان مقطوعة تتراكض ولم تعتبر أنها، من الممكن، أن تكون مفقودةً منكَ كانت تُخلِّع أضواء شموعٍ خُنِقت لأنك لم تعرف جمال سيلانها في الظلام، وشوقها له. هل التقيت بنفسك اليوم؟. نَفْسُكَ كانت تتنفّس في هدوء الهواء المُنَافِسِ لك، إذ هي تبحث عن نسيانكَ لها والهواء يبحث عن نسيانكَ لهُ؛ يدخل جَسَدَك، يخرجُ، كجزء من جسدك لن تراه ولن تحسّ بأحقيته في الحياة أكثر من ما يمنحك من حياة، أيها القلب المُستَعبد؛ أيها الذي يحتقر الدماء المخضوضة في أنحاء غُرف

منفصلةٌ عن العالم

 مأمون التلب أنا منفصلةٌ عن العالم، إنني أجتاحه، أكوِّمه بعينيَّ إلى ما لا نهاية؛ حيث تتعتَّقُ الحرب، وتراكَ العين في ماء عينها. يا إنسان، أيُّها الكاهن الأكبر؛ الطائر المهجور من قِبَلِ أعشاشه العديدة؛ بيضها يحلِّق معَك، حتى وإن كان البيض يتخيّل أنه يطيرُ معكَ فإنه يطير؛ في قلبك رأيناه ينضج في بركة الدماء العظيمة، وبيديك أخرجتَ قبوره المهروسة؛ ذلك الصفار الذي لن يتكرَّر أبداً، أبداً، أتسمعني؟ أيّها الخَوّان؟. متى ستسنفد خياراتك؟ لأن الأشياء ستتغيّر بسرعة، كذلك فإنني أرقدُ على سريرك، وعواء البراكين يحيط بالملاءات، حتَّى النوافذ أغلَقَت أشباحها، وعكست صورة الفضاء تنتفضُ على صفقةِ الشجرة الواقفة أمام البيت تنتظر خروجنا؛ لتَلحمنا بها، بجذورها وأنخاب جفافها المستمر؛ حيث يحتفل المجنون مع أصدقائه؛ يتقاذفون بـ(التُّرَب)؛ بأحشاء أحبّائهم النابضة داخل النبض الأكبر؛ هذه الأرض أيّها الخَوَنة، إنني الأرض. حتَّى وإن لم أكن من لابدَّ أن يكون، فأنَّني عتبةٌ في طريقه؛ لأنه سيكون كثيراً؛ الكثير من الأفراد؛ هذه الأرض هي الكثير من الأفراد والجمادات والكائنات الحيّة، فما هو أشدُّ دليلاً على

المَمر -

المَمر مأمون التلب 2004م دائريٌّ كالعالم، مُجَوَّفٌ أيضاً، وكلُّ خَطْوَةٍ تُخْطَى عَلَيهِ لَهَا دَوِيُّ قُنْبُلَةٍ خَائِنٌ، دَوِيٌّ لا تَحِدُّه الـمَـسَافَاتُ والجُّدرانُ السَّمِيكة، وعلى هذا تُطبعُ حَالَتُكَ الدَّائِمَة: أَصَابِعُكَ فِي أُذنيكَ. هَكَذَا كُنتُ أنا، لا أدري ما هو حالُ البَّقِيةِ؛ مِنْهم مَن يَضَعُ أصابِعَهُ، ومنْهُم مَن هُوَ لا يَسْمعُ أسَاسَاً صوتَ الخطواتِ الصَّاخِبَ المحتومَ، أسْتَغْرِبُ تَمَامَاً مِن هَذه الأوضاع!!، أليسَتْ حَوَاسُّنا بِنَفْسِ الحسَاسِية والإستجابة؟، ألا يبصرونَ مَا يَحْدث حَولهم؟ الغريب جداً أن تجدَ أحدَهم يُنكرُ وجودَه في مَمَرٍّ ويَدَّعِي أنه يسيرُ في مساحاتٍ غير محدودةٍ وبدون سياجٍ وبحُرِّيَّةٍ كاملة، مع أنني أراه يدور في نفس المكان، يذهبُ إلى بدايةِ الممرِّ ويعود إلى نهايته بالطولِ والعرض وبحركة نمطية فجّة. رأيتُ أنواعَ الكائناتِ والتصرفاتِ والتجاربِ المريعة، رأيت من يُذبَحُ على مساطبَ مصنوعةٍ من الذهبِ الخالصِ وهو مبتسمٌ ومستسلمٌ لمصيره، يأتي رجالٌ ونساءٌ يحملون أقلاماً خاليةً من الحبرِ ويغمسونها في دمِهِ الطازجِ الحارِّ ثم

وغاية القلبِ أرقامٌ تُلقى على قارعة اللَّمس ـ مأمون التلب

وغاية القلبِ أرقامٌ تُلقى على قارعة اللَّمس، وغايةُ الشقِّ القريب من الجلد فراشةٌ تَخلِق اسمها من نارٍ قَتَلَت نفسها لتعرفَ اسمها، أمي، يا ميري، متى نلتقي؟ إن كان الكون لا يُغلق نَفَسه إلا ليتنفسك؟ ألم نتّفق على طمر كلِّ بئرٍ يشي بوجودي؟ ألم نقل: كلٌّ مُسوَّرٌ لما علَّمته البراكين القديمة؟ ألم نكن صغاراً؟. تشبَّثت الظلال بمكوّنات دمي، وغالطتني؛ ظلال من؟ ألم أكن جزءً من الزهرة عندما غرزَت النحلةُ قلبها في الرحيق؟، ألم أكن خُلقاً مرضيَّاً عنه عندما انفلقت الأرض عن فيضانها، وعاقبت أنقاضها، وقلَّمت قلب كلّ شيءٍ وقالت: كن؟ يا لهول الــ(كن) يا لهولها!. قد قابلتكم، واحداً واحداً، ولست أدري إن كنتُ في الطرف المتماسك من اليابسة، أم كنت من الطرف المائع الخفي للماء؟ أيهما صاح؟ أيهما مغتالٌ ومتفرّغٌ للنحيب والذكرى؟ أوَّاه منكم، أوَّاه من آلائكم.

تحت الرُكَام مَلَل - هاشم يوسف

تحت الرُكَام مَلَل هاشم يوسف (1)                على حوافّ هذه الروح المشقّقة، تنمو الأزهار السامّة، تنام الذئاب متوسّدةً أنيابها، تنام الغابة بثقلها كله، ينام دمي الـمُنَادى عليه يُصَفّق . يحيلهم الأسى أجمعين إلى جثثٍ وأطياف كوابيس ميتة. أنا منْ قدّمتُ لك الباب كلّه بصفاته لا مزلاجه؛ أغلقتِهِ على نفسك، أغلقتِني داخل مراياك، انفردتِ بصورتي لنفْسك، بذهبي لياقوتك، و بعرشي لصولجان مُلكِك المنكّس. أعود إليكِ في اليوم آلاف التحايا كلما أشرقتْ شمس ابتسامةٍ منكِ كلما فاضت خضرةٌ على غصنها ملأت جهاته وأحرقتْ كل أصناف أسمائها فيه، أحبكِ، لا .. أتمنّى ضياعك. تخرج منكِ الثعابين بيضاء، خضراءُ معشوشبةٌ لها أجنحةٌ من ضباب، أصدقائي يبكون بحرقة، يذرفون سمّها دموعاً، يهرب منهم جارياً نحوي، حتى يستقرَّ في لغتي؛ أنا بابك.. أنا حجابك؛ أنا ارق الليلة بين يدي بارئها، بين يدي طينه، تماماً خلف الشعاع قاتل رؤيته، بالضبط حيث وُلِد هذا الاكتئاب. أنا مدينتي أنا مدينتي هذه صرختي.. أبعثَها في وجه من لا يحبها ـ تعصفه و تهز أغص