التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٣

نقش الطائر

نَقشُ الطَّائر مأمون التلب في الصحراءِ مخالبُ حقولٍ تمدُّ لمعانها المتّسخ من تحتِ التّراب، على جَسَد الصحراء خَطَّطت الأجنحة جداولَ ممتدّةً كجراحٍ تائهةٍ تَقَمّصتها أرواحُ سرابٍ عارف. طائرٌ يعبرُ سريعاً جداً، بارتفاعٍ منخفضٍ ويراقب الجراح بطريقةٍ أفقيَّةٍ فيراها تدور كعقارب السَّاعة تُعلن انهياراً مؤجّلاً، يدوم في عين الطّائر، سرّه تنبَّأ بما سيسري على ذلك الزمن: عندما الماء ـ بأسمائه كلّها ـ يتَملَّص في صدرِه منها، والبذرة في خياله تنتحب؛ عندما النّار بأحوالها تُكسِّر بأروقتها مرايا جافّة، لوجوهٍ جَفَّفتها نيران التّحديق، عندما لا تسيلُ الظلال، ولكنها تَقبلُ، وتجري في الجداول مرحةً، يومَ مِنَ الأرض تنبتُ بيوتٌ منسيّةٌ؛ بيوتٌ قَلَّ استعمالها لدرجة امّحاء من يستطيعون سُكنَاهَا من على وجه الحَياة. لكنّ بذوراً عمياء تَختلجُ في عينِ الواقع، تنتظرُ فُرَصَاً نادرةً لتنقضَّ على أحدهم، تارةً في السوق، أحياناً في ظلِّ البيت، ربّما وقوعٌ في الحبّ غالباً عندَ موعدِ لَطم الليل وخلخلة الدموع. (2) بجانب الطائر قلوبٌ كثيرةٌ في إناء، على فخذه