التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٤

الطبيعة الطيبة: كسل أهل الجنة

تنقيب الظلام الطبيعة الطيّبة: كَسَل أهل الجنة مأمون التلب [أريد أن أقول، في جديَّةٍ تامَّة، أن العالم الحديث يصيبه الكثير من الأذى نتيجة الاعتقاد في فضيلة العمل، وأن السبيل إلى السعادة والرفاهيَّة ينحصر في الإقلال المنظم للعمل]. (برتراند راسل – في مدح الكسل). (1) لا تحدث صدفةٌ كهذه إلا وفقدت معناها كصدفة؛ فبعد عامٍ وأكثر قليلاً من افتراقنا في نايروبي، في العام 2011م، رأيته واقفاً في صفّ المسافرين المتّجهين إلى الخرطوم بمطار أبوظبي، والذي كان محطّةً بالنسبة لي في الطريق من برلين إلى الخرطوم، نهايات 2012م، بدعوةٍ كريمةٍ من معهد جوتة الثقافي لحضور سمنار حول (الإدارة الثقافيَّة)، نحكي عنه لاحقاً. المهم أنّه كان هناك، في الصف المتّجه إلى طائرتي، بردائه القصير وتي شيرت خفيف الأكمام كعادته، أنيقاً رياضيَّاً لا تقهره علامات الزمن، فوجدت نفسي وقد خَرَجت عن الطابور، متخطياً الناس بصورةٍ غير حضاريَّةٍ أبداً، غُفرت وعُبِّر عن الغفران بابتساماتٍ ضاحكة، وهم يشاهدونني أقفز على ظَهر الرجل معانقاً، وينخلع هو بدوره ويحاول الالتفات بذعر، وعندما يدرك هُويّتي (مع العلم أنه ل

مِنْ آخِرِ السَّنَوَات: مقطع من (جنة العميان)

مِنْ آخِرِ السَّنَوَات مِنْ آخِرِ السَّنَوَات، مِن آخِرِ قِطْعَةٍ فِي ثَوْبِهَا، وهِيَ تُرَفْرِفُ غَاوِيَةً هَوَاءَ التَّارِيْخِ العَلِيْلِ، بِرِئَةٍ سَكْرَانَةٍ بالشَّمَاتَة                                                 مِن آخِرِهَا الْمُسَمَّرِ بالنُّبُوءَات، الْمَشْفُوعِ بِنُبُوغِ السَّحَرَةِ وشَحَّاذِي العَمَى: الْمُرَقَّمْ، الهَالِكِ بأشْلاءِ الْمُلُوكِ الْمُغْرِيَة، الْمُهَدَّلِ بِغَنَجِ الحُورِ العِيْن، الْمَجْرُوحِ بالخَيَالِ المُطْلَق. من آخرها: تَخْرُجُ شَمْسٌ كَاذِبَةٌ، بِخَطَوَاتٍ خَفِيْفَة، دُونَ أنْ تَحْرِقَ القمَاشَ الوَاهِي، الفَقِيْر.   تُعَلِّمُ الأَرْضَ، الَّتِي تَسْتَقْبِلُهَا، تَوَهَانَ الحِسِّ المُعَرِّضِ لِلْحُبِّ وتَضْحَك... لَمْ تَخْتَلِف الصُّورَةُ كَثِيْرَاً، فِي أوِّلِ السَّنَوَاتِ كَانَتْ اليَدُ البَشَرِيَّةُ مُجَوَّفَةً بِشَكْلٍ مَعْقُولٍ لِتَحْتَوِي الشَّمْس، والَّتِي تَتَسَلَّلُ الآنَ هَارِبَةً، تَجْوِيْفٌ دَائريٌّ ثائرٌ بالبِدَايَةِ والنِّهَايَة، دَاخِلَهَا تَتَلألأُ صُوَرُ المُدُنِ، الغَابَاتِ، الحَ

الرقصة المكسورة

الرَّقْصَةُ المكْسُورَة أَصْلٌ يَدْهَنُ الوَاجِهَة الدَمْعَةُ دَمُ  العَينْ والعَيْنُ جرحٌ أبْيَضُ / أسْوَدُ ((وسَيَكْفِيكَهُمُ الله)) بهِ والذِيْ اختَارَ أَنْ يَتَعامَى ويَطْمسْ يَعْرِفُ كَيْفَ نَفَى الجُرْحُ أَنْفَاسَهُ بِاتِّجَاهِ دَوَاخِلِهِ كَيْفَ يَنْصُبُ أيَّامَهُ فَوْقَ بَعْضٍ على شَكْلِ بُرْكَانْ        يَثُورُ        إذا ما تَسَرَّبَ مُلْكٌ مِنَ الكَفِّ        أو غَادَرَ اللَّونُ عَالَمَهُ وتَشَكَّلَ مِنْ أَصِلِ عَيْنَيهْ        يَثُورُ        إذا أَشْعَلَ القَبْرُ تُرْبَتَهُ بِيَدِيهْ... الدَمْعَةُ دَمُ العَينْ والعَيْنُ جرحٌ لأنَّ الجَمالَ تَأَلَّمَ مِنْ نَظْرَةِ الغُرَبَاءِ تَفَجَّرَ مِنْ وَقْعِهَا تَوَهَانٌ يُزَيِّنُ خَطْوَةَ تَارِيخهم لَمْ أَكَنْ واقِفَاً مَعَهُمْ لَمْ أَكَنْ ضِدَّهُمْ كُنْتُ أَرْقُصُ فَوْقَ المَسَافَةِ ما بَيْنَهَمْ والحَرِيقْ                                                 كُنْتُ                           هَذا                           الطَّرِيْق                 الذي يَنْتَهِي بِالشَمَاتَةِ