التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٤

غَضَب الملعونين

مقدّمة طينية: ما لن يفهمه المُقسِّمون العالم إلى شرقٍ وغرب، وإسلامٍ ويهوديّة ومسيحيّة،..إلخ، ما لن يروه دائماً هو أن الحرب لم تتوقّف منذ أمدٍ بعيدٍ جداً، وأنها، في أصلها، حربٌ ضدَّ الفقراء. وما أراه يحدث من تنظيمات داعش ونصرة الإسلام والداعية إلى دولة الخلافة الموعود بها، غير المشكوك في الإيمان بها لدى أغلبيّة أهل السنة من المسلمين حول العالم؛ لا أرى في ذلك إلا حرب بين مضطهدين فقراء لا يُمكن أن يُقنِعَهم العالم بعدله، خصوصاً إن دققنا النظر في تصريحات الاتحاد الأوربي عن أن عدد المنضمين من "المواطنين الأوربيين" لتنظيم داعش وتركهم لأوربا للقتال على الجبهة فاق 3000 (بي بي سي)، وأن أغلبية هؤلاء هم من (أبناء) المهاجرين إلى جنة أوربا ونعيمها، الذين وُلِدوا في الأجواء المنفتحة والتعليم المختلف ووهمة الـ(أوبن مايدد) وبتاع، لأدركنا فداحة الأمر واستمراريّة الحرب ووقاحة فراغها منذ بداية القرن العشرين. ومع الاتصال المخيف الذي حدث للعالم، لا يمكن أن يقتصر تعريف هؤلاء بأنهم فقط مجانين ومهووسين مع تزايد أعدادهم بهذا الشكل ومدى وإغراء القضية والقتال حتى بالنسبة للأطفال، إلى الدرجة التي تس

نَتَقَدَّمُ على الجَبهة - نجلاء عثمان التوم

نَتَقَدَّمُ على الجَبهة نجلاء عثمان التوم نَتَقَدَّمُ على الجَبهة، نتقدم كلَّ ساعة،  غادرنا القيامة وتقدمنا، قضينا الليلة في الجحيم حيث، أيضاً، لا يحصل كلُّ نفرٍ على حِصَّته، لأننا فقراء والعدل عدونا. لكننا نتقدم؛ بلِيَت أجسامنا وعَلَّقنَاها في قِنَنِ الجبال، المشابك غير كافية؛ لا جديد. نزحف والأرض عارية نزحف تحت قَصفِ اللمم، الوادي كله قبر الجبل يلثم والشِّقة والبذل تلك موسيقى الرَتل،  تدحرجت مؤخرة الجلود تَصِلُ السفح متأخرةً، والأشلاء تطير وتحطُّ على الجندل مثل هندباء برية. تَقَدَّمنا وخَفَتت الموسيقى. لا تسألوني عن الروح  حتى لا أنفجر بالضحك، ليتني أنفجر، لكنني أتقدم، مع رَهط الغرغرينا الملكي، لم يَبقَّ شيء لندُوسَ عليه، لا  أرض تحت جحفل الإنسانية، في مسيرة بلا أبعاد؛ لكننا قَبَّلنا أحذية التركي والمتورك لنحصدها كرَّسنا الأجيال لبناء الفيضان، فَعَلنا كلَّ ذريعةٍ ونُوح، وكان انطلق القطار الغارق وصَفَّقنا، جاءت الفلاتية بالغلمان وأعطت كلّ هلال قطعة سوبرانو، يجو عايدين، يجو عايدين، لم نعد أبداً؛ لأن صوت عَشَّة كا

زوايا مختلفة لنظرةٍ واحدة، عن أسئلة التعليم القديمة الحديثة - محفوظ بشرى

زوايا مختلفة لنظرةٍ واحدة عن أسئلة التعليم القديمة الحديثة محفوظ بشرى نشر في العدد (101) لمجلة (فكر وفن) التي يصدرها (معهد جوته) باللغات: العربية والألمانية والإنجليزية والفارسية – يوليو 2014   قبل خمسة وعشرين عاماً، وقفتُ أمام معلِّم الرياضيات، أتلقى توبيخاً مشوباً بالازدراء والتهكُّم. كان السبب أنني استفسرت عن ماهية النسبة الرياضية (باي π )، ومن أين أتت. كنت أنظر إلى وجه المعلِّم الذي كان يحسّ بالإهانة، وقد اعترته مسحة غضب يحاول مداراتها، وهو يحاول جعلي أحس بالغباء وبالذنب لأن لا أحد من زملائي الذين يتطلعون إليّ بنظرات مشفقة؛ قد سأل مثل هذا السؤال، ما يجعل سؤالي "غير مفيد" على حد تعبيره، فالمطلوب مني فقط "حفظ" أن قيمة باي تساوي (3.14). كان واضحاً أمامي ببساطة أن المعلم لم يكن يعرف من أين أتت هذه الـ (3.14) التي يطالبنا باستخدامها عند حساب مساحة الدائرة. أعرف الآن أن في ذلك اليوم تآكلت ثقتي في المعلمين والمعلومات التي تصدر منهم، وهو تأثير بلغ ذروته بعد سنتين من تلك الحادثة، عندما تركتُ المدرسة لأنها فقط أصبحت لا تروق لي. بالطبع أُجبرت على العودة