التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٥

أحلام كاتب

رأيت الثلج يغمر مدينتنا، رأيته في الحلم، كان واقعاً، كان حلماً حقيقيَّاً يُصاحب حمّى الملاريا المتخصصة بإصابتي إبّان طفولتي! في الحقيقة، كانت نتجية تلك الكوابيس، في نهايتها، أن تنتج شاعراً، كاتباً بالأحرى، ندعوه اليوم مأمون التلب. ما الذي حدث لذلك الصبي المغرورق بالعرق والأحلام والكوابيس؟ حدث له أن أحيا ما كان كامناً بداخله منذ الأزل! الجسد؟ يا له من معجزة، ويا لها من معجزة ساخرة!. رأيت الجليد يغمر السودان، والناس تفتقد القوت والدفء، ورأيت، كذلك، ضمن ذات السلسلة العجيبة من الأحلام، رأيت مدينتنا تُضرب بقنبلةٍ ذريّة، لكنها بُركانيّة في حقيقة الحلم؛ إذ تمددت (اللافا – الحمم البركانية) لتغمر المدينة ببطء عجيب؛ تتآكل البنايات الضخمة، تتآكل الأبراج في لهيب الجحيم المُتَبَركن! وكنت واقفاً في سطوح بيت المال، أراقب السماء الحمراء الجحيميّة، وقد هَبَط الطائر المُرتجى من سمائه ليختطف ظلِّي ويُنَجِّيه. لكن جسدي ـ يا إله جسدي ـ كان يحترق مع انكباب الحمم البركانية على البيت، أراه يتحطم، يرتطم بالجدران، ويتفتت، تماماً. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لوحة: ميسرة محمد صالح

الطريق الوحيد لعبور النيل

لن يشغلني عن حلاوة ذهنك شيء! مات من قبلك صوتان عظيمان، هَمَدا على حدودِ يومكَ، وتشبثا بسورك العظيم! صرخا: المصطفى والمحمود. وما من إجابة، رغم صراخ الجميع. إنهما بنيانك يا محمود، الأشجار الظليلة، الأمطار الهاطلة، الأنهار المتعاركة مع البحار الصارخة في المحيطات: إنهما: سور الدين العظيم. فكل شيءٍ وُجِدَ لأجل وجودك، كما كل شيءٍ وُجِدَ لأجلِ وجوده. وجودك كان أَحلَم، لا ز ال لا زال الطريق الوحيد لعبور النيل.