التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٥

اغتراب الموت - نص جديد

اغترابُ الموت مأمون التلب يونيو - سبتمبر 2015 نُشر بموقع: ألترا صوت 1 أصحو الليل كلّه فتدهمني الطيور الجارحات بكل نهارها وأنام النهار كله، فتُشبعني خفافيش الليل المحترقة بالشمس؛ تُشبعني اخضرارًا: ولقد شهدت قسوةَ الحياة تَخرق الأرض وتبلغ الجبال طولًا، رأيتها تحفر جحورها بقلبي وتنبني، من دمي، لأجلها المُستعمرات الخرافيّة، رأيتُ سريرها في الذاكرة مَحشوًّا بريش النعام المُرفّه، وتسابقت خلايايَ لخدمتها بهمةٍ وإخلاصٍ نادرين. لقد سلّمت هذه القسوة الأسلحة بيديَّ هاتين، وقلت بارتجافةٍ مُبتسمة: اقتليني. ونظرتُ في عينيها وهي تمُرِّرُ صوتها الحاد خلال الحروق، هَتَكت ما يُهتَك، واشتدَّ إيقاعُها يوماً بعد يومٍ، كفصول العام. وهنالك الهضبةُ التي قامت في العين تتضرَّع، يطوف حولها ولدانٌ مُخلّدون، يقطفون شِعرًا زرعوه بأحلامهم، وأقاموا بيوتهم الخالية المتشقّقة على حوافّه، وأنا النّاظر من خلال جراحاتهم، والهضبة لا تكفّ عن النموِّ وتقتاتُ على ما يُفرزهُ لحمي من دموع. كم سأكتب، يا قسوة الحياة، عنكِ، وكم سأنال من جرائمي؛ أصطادها واحدةً وا