التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٥

رسالة إلى شاعر شاب – راينر ماريا ريلكه: تنقيبات طينيّة (4)

رسالة إلى شاعر شاب – راينر ماريا ريلكه: تنقيبات طينيّة (4) مقدّمة طينية لقائي [براينر ماريا ريلكه] حدث بطريقةٍ فريدةٍ جدّاً. كان ياسر محمد علي ورشا ميرغني يرحلّون أشياءً كثيرة، وهنالك كراتين مملوءة بالكتب كانت تجلس في زقاق من أزقة بيوتنا في وَدَّ البنَّا، والمؤجرة حالياً، وكنت آتي من حينٍ لآخر راجلاً من بيتنا القديم ببيت المال مخترقاً الأزقة الجالوصيّة المحبّبة ولا أستطيع منع نِفسي، دائماً، من تذكّر الشكلوتة، ورعبنا منها، إلى أن كَبرنا وتمتّعنا بها. كنت حينها طالباً بالجامعة: في نهاية الزقاق كانت كومة الكتب، نبشت إلى أن وقع على يدي عدد من أعداد مجلة الكرمل، مغبّر، وكانت ترجمة كاظم جهاد لـ(مراثي دوينو) ـ شخصيّاً ـ قابعةً هناك. ومنذ ذلك الحين أصبَحت سرّاً مقدّساً ألتهمه وأبكي، لم أستطع أن أمنع نفسي من البكاء حتّى وأنا أقدّمها على منبرٍ ـ به عدد قليل من الحضور الذي سُمّي عند الشاعر (خوان رامون خمينث) الأقليّة الهائلة ـ في إحدى ليالي (مركز عبد المجيد الثقافي)، ربنا يطراه بالخير، إبّان عملي مع زملاء لطيفين في أوّل عملٍ ثقافيٍّ خارج أسوار الجامعة، بعد تخرجنا. والذي اشتهرَ ب

هنري ميللر: عن كوكب (زُحل) كتابة مُستَقبليّة: تنقييباتٌ طينية (3)

كوكب (زُحل) لا يزال تأثيرهُ غير تقليديّ، يجثم، بثِقَلِه، على الوعي الخامد تقريباً للإنسان – هنري ميللر مقدمّة طينيَّة: لنشرِ هذا الجزء من الرواية عليَّ أصرِّحَ ببديهيّة بسيطة: لسنا وحدنا في هذا الكون. هنالك آلاف وآلاف من الكواكب التي تحوي حيواتٍ مختلفةٍ ومشابهةٍ لنا في اعتلال الاختلاف. اعتلالٌ تصرّ على إنشائهِ الدول والشعوب التي تعتقد _ لا أدري من أين _ أنها مختلفة. فإلى نص هنري ميلر، من سيرته (عملاق ماروسي – ترجمة : أسامة منزلجي): علي التذكير بأن النص كُتب في أربعينيات القرن الماضي، لإدهاشكم، لا أكثر، بقوّة الخيال. والكون لا شيءَ سوى خيال! النص: الحادثة الثانية كانت زيارة المرصد الفلكي في أثينا، أَعدَّها لأجل لوريان داريل، ولأجلي، ثيودور ستيفانيدس الذي قام، باعتباره فلكيّاً هاوياً، باكتشافات فلكيّة هامّة باعتراف الجميع. استقبَلَنا الموظفون بودٍّ زائد، وشكراً للمعونة الكريمة التي قدّمها لهم زملاؤهم من العمال الأمريكيين في هذا المجال. لم أكن قد نَظرتُ من عدسةِ تيليسكوبِّ مرصدٍ حقيقيٍّ من قبل، ولا داريل على ما أعتقد. كانت تجربة مثيرة، رغم عد

كائِن قُوقَلي - محمد إبراهيم عمر (فطيرة) في أصل السيد Google

كائِن قُوقَلي محمد إبراهيم عمر (فطيرة) مقدّمة طينيّة: ولقد كُتِبَ هذا النص المُمتع ونُشر بجريدة الأيام، الملف الثقافي، تحديداً في 17/11/2007م إبّان إشراف الكاتب عادل كلر على تحريره؛ وهو لصديقنا الشاعر والكاتب محمد إبراهيم عمر (فطيرة). وقد تداعى إلى ذاكرتي إبّان حواراتٍ عن محرك قوقل للبحث، بيني وبين الشاعر الكناني، ورأيتُ أن إعادة نشره الآن ستكون مدهشة. النص قد أدهشنا في الخرطوم، بعد نشره، وكنتُ قد كتبت تعليقاً عليه بموقع (سودان للجميع) حيثُ أُعيدَ نشره مرةً أخرى بواسطة عادل كلر نفسه، وفي يوم الاثنين نوفمبر 19, 2007، ما يلي: [في يوم من أيامِ رمضان، الماضي، وفي أتنيه، المٌغلقة كعادتها في الرمضانات، كنا (سهرانين) وفاروق أسامة عبد الرحمن النور ومحمد الصادق الحاج وشخصي، على عتبات أتنيه الأسمنتية، حتى الثانية صباحاً في ظلامٍ نتحدث (ليس فقط بالطبع)، وكان (الكائن القوقلي) قد كُتب قبل أيام من ذلك ووصلنا بالإيميل. فاروق يملك لابتوب (مارسيديس) كما يحب أن يسميه، قديم جداً وضخم يصلح للضَّرب أكثر من الاستخدام التكنولوجي، ولكنه، والحق يقال، قدَّم لنا العديد من الخدمات في مجاله.

أن أكونَ حرّاً يعني أن كل نصرٍ هو عَبَث - هنري ميلر

أن أكونَ حرّاً يعني أن كل نصرٍ هو عَبَث هنري ميلر     مقدّمة طينيَّة: قرأت في الماضي البعيد بعضاً من أعمال الروائي الأمريكي هنري ميلر، من أعمال ثلاثيّته (الصَلب الوردي)، وقد أعجبتني الأعمال إلا أن قتامتها واليأس المخيّم على بعضٍ منها، خصوصاً تلك المكتوبة عن أيامه في مدينة نيويورك، مدينته، والتي يمقتها أشدّ المقت؛ قد أثّرت عليّ وربما لم تشجّعني على متابعة قراءة الثلاثيّة. إلا أن أسلوبه المختلف بكتابة سيرته الذاتية ومن الذين يُعايشونه حياته الخاصّة قد خلّفت لديَّ انطباعاً جميلاً، كون جرئَتِه في فضح حياته، بكل تفاصيلها، وبهذه الشجاعة أمام العالم دون أن يُغفل التفاصيل. أما الرواية التي عَثَرت عليها مؤخراً بالصدفة مخفيّةً تحت ركامٍ من الكتب في المحطة الوسطى بحري، لدى فيصل الفَرَّاش، فهي مختلفة أشدّ الاختلاف. (عملاق ماروشي – ترجمة أسامة منزلجي، ومن إصدارات المؤسسة الجامعة للنشر والتوزيع) فتَنتني تماماً. فهنري، الذي يزور صديقه الروائي البريطاني المعروف لورين داريل في اليونان، تحتلف أجواءَه الروحيّة أشدّ اختلافٍ من تلك القتامة النيويوركيّة؛ فنجده في سلامٍ مع نفسه والعالم. هو العجوز

وَحشُ التجوَال - شعر: مأمون التلب

وَحشُ التجوَال مأمون التلب 8 أكتوبر 2015م الخرطوم أتجوّل في أمعاء وحش أطلَّ بقلبه الخفّاق على هذه الدنيا كما تُطلُّ الوردةُ بذبولها في نهاية المطاف، والثِمار بتفسّخها بعد انتهاء القِطاف. أن يَنسى الزارعُ أحلامه ويقطف كوابيسه بشرهٍ مُتعمَّد، أن يَنَال الساقي مِن مَن سقاه بقوّة فيضان المياه. أتجوّل في أمعائه وأحدّق في البنايات الصارمة التي تأسَّست هناك بقوَّةِ الجَرْح، ومن خلال ضلوعي الحزينة أتنفّس الهواء القليل الذي مُنِحَ لخائضٍ مثلي. وفي الأثناء تتكشّف الأمعاء عن جُثثِ الكثير مِن مَن خاضوا، وتبدو نهايتي، مع هطول الفضلات القاسي على الرأس والقلب، مَعقولةً بل مُشتهاة. فلمن خاضَ جحيماً كهذا حُرِّمَت عليه الشكوى وانخَسَفت بداخله الطيور المسجونة لأن لا مُبرِّرَ لحريّتها في عالمٍ يؤمن بوجوده المُطلق في كلمة (القفص)!. أيتها السماوات، التي شاهدت الانتهاك المُبرّ لجراحات شاعرٍ وحيدٍ يعوي، كيفَ تمرّين على الأرض، يومياً، مثلما يعبر النهر مجراه، دون أن تسقطي؟. (2) وفي أعماق الأشجارِ راحت عليك الدنيا وأنتَ تُشاهد النهرَ يتصاعدُ ويضحكُ في الأو

حفلة الشفخانة - تنقيبات الجنوبي (2)

حَفلَة الشَفَخانة تنقيبات الجنوبي (2) (1) قادتني، باستمرارٍ، مسيراتُ حياتي المتقلّبة للاشتباك مع طبقات وثقافات وأعراق متعدّدة من الشعوب السودانيَّة الشاسعة؛ البداية كانت عند عودتي من السعوديَّة، حمداً لله، في العام 1992م؛ في ذلك الزمان لم يكن من وجودٍ ـ لحسن حظّي ـ لما يُسمَّى الآن بـ"التعليم الخاص!!"، فوجدت نفسي في مدرسة بيت المال الابتدائيَّة الحكوميَّة. كانت لتلك المدارس روائح جذَّابة وظلالٌ لا تُنسى لأشجارٍ ونباتات؛ تباينٌ خلاقٌ بين الطبقات الاجتماعيَّة، وما تبقَّى من أساتذةٍ لم تلتَث أرواحهم بالسَّعر التجاري المتفشي اليوم بسبب انحطاط وظيفة التعليم في قائمة أولويات "حكومتنا القوميَّة" إلى الدرك الأسفل من الحضيض! تماماً مثلما حدث للصحَّة. أقول، وجدتُ نفسي أرتدي خطأً ارتكبته رشيدة أمّي وهي تقودني عبر أزقة بيت المال، بثوبها الرهيب وجمالها اللافت، لتُسجّلني بالصف الخامس بالمدرسة؛ لقد كنتُ أرتدي (ترين سوت) جديد، وحذاء رياضي أنيق؛ مُمَسَّح ألتمع من النظافة، وفي جيبي (ويا للهول) 20 جنيه كاملة!! دخلنا على أستاذنا المبجَّل عثمان الأمين (سلام عليك يا أستاذنا)