التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٦

في الحمَّام الفضائي - نص جديد

في الحمَّام الفضائي مأمون التلب ــــــــــــــــــــــــــــ في ذراتٍ منسيَّةٍ من جسمكَ تكمنُ قلاعٌ تُسَوِّرها بحار، وفي قاعِ كلَّ قلبٍ من قلوب نسائها ورجالها، يكمن نهرٌ سريٌّ لا يَني يُعبِّرُ عن نَفسه بالفيضان، من حينٍ لآخر: وسط التحطيم يَرفعُ راياته الحالمة، وسط ساحة الانتقام، حيث ترقص الجثثُ لأجل إحياءِ بعضها، يُلهب نيرانَه. أنتَ لن ترى: في ذراتٍ منسيّةٍ يكمن حلم العدوّ، يتصاعد الطين الذي لم تنتبه لخيانته لك! يتصاعد بخار الجثث، وأنت، في الحمام الفضائي، وسط النجوم، ولا تبالي. وفي نهاية الممر يكمن خنجر النهر، بآياته، في انتظار غَرسِهِ البارِّ في جِسمك: الطبيعة لن تُبالي. طَلبتَ الغفران بصوتٍ منخفضٍ، إذ كان حلقكَ عالقاً في الأحشاءِ الميَّتةِ من العالم، حيث الجراثيمُ تُعلِّقُ ملابسها الداخليّة على هدب عينيكَ بحقوقٍ قانونيّةٍ مُطلقة. طلبتَ الغفران، وانتحى – من جانبِ قبركَ العزيز – كلَّ كَبَد. والآن: تعيشُ النارُ قروناً في خدمةِ العار، هي التي ألَّهت الخيال، وبجّلت العاطفة هي التي عرَّفتكَ بأمراضكَ؛ ونامت في حُض

مَولانَا، مُصطَفَى محمد الحسن الطّابُوزِيّ

    مَولانَا، مُصطَفَى محمد الحسن الطّابُوزِيّ 1959م – 18 مارس 2010م ) (وكلما تغلّبت وجوهٌ على أخرى، تقلَّبت هموم عيونها وكَشَفت ما لم يُرَى. بدروبٍ لا تُفضي إلى مكانٍ وجَّهَتِ الجدرانُ أيامَ جمودها إليك؛ خَسَفَت أقمارها، وتوجَّعت من أشعِّة شموسها، وسمَّت الفضاء قلباً يَعُدُّ خطوات حياتك بفارغ القَتل. إنك منهم؛ الذين لا يقفون على وجه قبرٍ إلا ليحوّلوا ترابه سماءً طافية على ملامح وجه الميِّت؛ سماءٌ لم تعترف بها دياناتٌ ولم يقاتل لأجلها أحد إنها السماء التي نَطَقَتْهَا شفتاك بلا طيور). (2) إن الحزن يمنح الوجه البشريّ احتمالاً ملمحيّاً مختلفاً؛ أعني التحولات التي تطرأ عليه، وعَمَلُ أعضاء الوجه بصورةٍ مختلفةٍ عن ما تعمل به عادّة؛ التجاعيد التي تنفجرُ في الجبهةِ حتّى ترى دوّامةً هائجةً على الجلد البحريّ للجبهة، وترتجفُ الحواجب كأفاعٍ، وتنحني العينُ بصورةٍ غير عادلةٍ، والشفاه تلين حتّى تظنّ بأنها سائلة عن الوجهِ لا محالة. الحزن الذي لا تُرى ملامح وجهه إلا في الإنسان، بينما يكون غامضاً، لا مرئيّاً، لدرجة أننا لا نراه كلّيّةً في بقيّة العالم الذي يعيش فيه

تربية ذئاب - نص جديد

تَربِيةُ ذِئَاب مأمون التلب (1) [القِ بذراعيكَ إلى الفضاء]، لعلَّ الموجَ يُتلِفُ الضربَ المكتوم الذي تتلقَّاه، الأعماق الساريةُ بسفنها تقطع بحيرات قلبكَ الملتَهبة، الظلال المكوَّمةُ أمامَ بابِ بيتك تلمّها؛ تحملها جثثاً ممزقةَ الأطراف، تقلّبها على يديك مُحاولاً كشف كلّ اسمٍ مرَّ على حياتكَ؛ الناس الذين تدلّت أجسادهم من أعناق الأشجارِ مشنوقةً، في الطريق الوحيد الرابط بينَ جنّةٍ أولى، وجنةٍ تنتظر في نهاية الطريق، تُبَثُّ متفرهدةً زهورَ دمٍ تطعنُكَ في الظهر، مراراً، كما حدث ويحدث. إن كنتَ مِن مَن وَجَب عليهم إلقاءَ ذراعيه إلى الفضاء، فاستعد. (2) في سنوات الحيوانات -التي تُسمي نفسها بشراً- يُقتلُ القلب بسهولةٍ الجسد يُمزَّق في الحرب، وتجتاح النسور مقابر جماعية؛ ترتفع الأزهار بأعناقها المهجورة، يرتفعُ الحب الذي تمَّت إهانته بأبشع طرق التهذيب والاحترام العائلي، وتتحجّم الأخلاق العالميّة. في سنوات الحيوانات، تنكسرُ أسوار الحديقة  ونرى الأسد، مهذّباً، يحرس البنك بياقته الذهبيّة، أما نحن؟ فتربية ذئاب. (3)  [عبرَ تل