تنقيب الظلام الكتابة: هُويّة المُستقبل القاتلة مأمون التلب [أعترف بأنني كنت مُتفائلاً، في اللحظة التي خَلَعَتنا بها معارض الكتب في الخرطوم بوجود كمٍّ هائلٍ من الكتاب الذين يتضوّرون جوعاً لحظر السلطات الحكوميّة لكتبهم، يلبسون كرفتات، وبِدل، ويوقعون كتبهم يوميّاً هناك. إنهم يرجون الله أن تُصادرَ كتبهم، بل يكتبون في خلفيّاتها –دعك من عناوينها- الكثير من الجمل المثيرة للتابوهات العظيمة: الجنس والدين والسياسة]. ـــــــــــــ [ولا تظننَّ أنكَ جانبتَ الصواب إن أيقنتَ بدخول أرواحٍ جديدةٍ إلى (داخلك) أثناء عبورك أنفاق مَرَضٍ ما، فالأمراض كائنات أخرى، تدخل الجسد، ولها أرواح ـ وهو بديهي بحكم التأثير. و(الجسد) يمكن أن يتمثّل كلّ شيء: نجد أن كلّ مسارٍ من مسارات الحياة البشريّة معرضٌ لتشخيص أمراضٍ تخصّه: للتاريخ أمراض، وللسياسة والأدب والفن، للفلسفة والرياضة…إلخ. هذا إن آمنَّا بهذه التصنيفات. أو كرهنا المرض! من المعلوم، كذلك، أن الأمراض ليست بالأمر السيئ، على الإطلاق، بما فيها عزيزنا الموت. بل اتضح جليّاً أن الحرب ـ هذا المرض الأكبر ـ هي جزءٌ من التكوين السري لتحولات ال