رسالة إلى شاعر شاب – راينر ماريا ريلكه: تنقيبات طينيّة (4) مقدّمة طينية لقائي [براينر ماريا ريلكه] حدث بطريقةٍ فريدةٍ جدّاً. كان ياسر محمد علي ورشا ميرغني يرحلّون أشياءً كثيرة، وهنالك كراتين مملوءة بالكتب كانت تجلس في زقاق من أزقة بيوتنا في وَدَّ البنَّا، والمؤجرة حالياً، وكنت آتي من حينٍ لآخر راجلاً من بيتنا القديم ببيت المال مخترقاً الأزقة الجالوصيّة المحبّبة ولا أستطيع منع نِفسي، دائماً، من تذكّر الشكلوتة، ورعبنا منها، إلى أن كَبرنا وتمتّعنا بها. كنت حينها طالباً بالجامعة: في نهاية الزقاق كانت كومة الكتب، نبشت إلى أن وقع على يدي عدد من أعداد مجلة الكرمل، مغبّر، وكانت ترجمة كاظم جهاد لـ(مراثي دوينو) ـ شخصيّاً ـ قابعةً هناك. ومنذ ذلك الحين أصبَحت سرّاً مقدّساً ألتهمه وأبكي، لم أستطع أن أمنع نفسي من البكاء حتّى وأنا أقدّمها على منبرٍ ـ به عدد قليل من الحضور الذي سُمّي عند الشاعر (خوان رامون خمينث) الأقليّة الهائلة ـ في إحدى ليالي (مركز عبد المجيد الثقافي)، ربنا يطراه بالخير، إبّان عملي مع زملاء لطيفين في أوّل عملٍ ثقافيٍّ خارج أسوار الجامعة، بعد تخرجنا. والذي اشتهرَ ب