غنَّت حدائقُ النَّصلِ
وتورَّدت صرخاته
وهو بركضه يكشطُ عدميَّاتٍ معلَّقةٍ على عنقِ حبيبٍ
عِقْدَاً جنونيَّاً يُظهرُ خواء اللمسةِ من تعدُّدِ الكلمة.
أُطلق سنَّارتي ببحرٍ لولبيٍّ يتصاعد منكَ أجساداً أخرى لجسدك
وأنت تُعاينُ اتجاهات الأرض إلى كُتُبٍ مقدَّسةٍ
وشفاهٍ تُرتِّلُ تصاويرَ نجاتك من أنياب البشر
أينما تجدهم،
هم مسلَّحون بإهمالٍ طال وانتهى بآخر دمعةٍ؛
دائماً دمعةٌ أخيرةٌ من كلِّ فردٍ في اللحظة.
أتهادى مِن مَا يَلِيْك،
وأتوق لعناقٍ واحدٍ يتولَّدُ من أنقاض إنسانٍ يتهجَّى سواراً رُبِطَ على معصم الأرض،
زينةً لما تجاهلته الأقدامُ الحافية،
ضغينةً لما التهمه جوعُ سرابٍ لعينٍ تَرَاه.
أتوالى من ذا يُريك
غريقَ توريثٍ يمشي بين الناس في الأسواق
وأنا، بكونٍ عاجزٍ، أمدُّ يداً لثوبه الرقيق؛
ثوبه الذي وضع قوانيناً صَرَعَت حدود الأزمنة،
وكوَّنت لأنفاسها رئاتٍ،
ولشفتيها شفاهاً تُقبَّلُ بسحرٍ لاذعٍ يخون ثمرته؛
ثمرة الأحشاء المتعفّنة في المعركة،
ثمرةُ التلحين المستمرِّ لعذريَّة الحبّ.
ــــــ
اللوحة لعبد الله محمد الطيب
تعليقات
إرسال تعليق