جواسيس
قُتِلوا.
وإن كانت لهم الريادة في اكتشاف أصل العين
وماهيّة المياه العائمة في أجساد البشر.
إنهم مجرّد شياطين صغيرة،
تتوزّع،
من حينٍ لحين،
لتَفعلَ،
بقدراتها الضئيلة،
ما ينساق إليه أغلبيَّة من يملكون العقل.
تجدهم في أشكالٍ حيوانيَّة؛
الضبّ منبطحٌ أمام باب بيتك، مقطوع الذيل،
وما بينه وبين ذيله قطيعٌ من النمل يُحمِّلُ ما
قدَّمه له الله من صورةٍ تُشعُّ في الأحلام،
أنظر إلى الجثَّة وأقول: من كنتَ أنتَ ومن كانَ أنا
من قبل أن نلتقي في هذه السانحة الميّتة؟
هل كان الحائط هو مصيرنا المشترك،
حيث تُصدّ أنغام الموسيقى وتعودُ إلى العالم،
حيث غيَّرنا ألوان جلودنا لتصبح جزءاً مُمَيِّزاً
يُرغمنا على الحياة؟.
إنهم في كل منحىً وصوب، يراقبونك، وإن أنت لم تكن
بشراً سخيّ الخيال فإنك لن ترى:
العنكبوت يُرسل إليك الكلمات،
ظلال الأشجار تترقرق بلغةٍ لطالما نسيتَ معناها في
غمرة الفرح الفظيع بما تنتجه جثث الأرض،
من سمادٍ، ودمٍ أسودٍ: ما أبعدتك عنهُ أمكَ كما
اُبعدت النار، بالمعرفة، لسان موسى.
إنني أنظر إلى الشواطئ وأرى فيها استمرار الموجة المُتعدّدة
بتعدد الكائنات،
أنظر إلى الصخور العظيمة، وإلى أبوابها الجبليَّة،
ولا يدهشني أكثرَ من زهرةٍ تُحطّم صلف كلّ جمودٍ
فتخرجُ قليلة اللون،
لكنّ تأثيرها يطال القيل والقال في أنحاء الدم
المنسكب في جسدك أيها الإنسان.
ما يُقلقني هو:
لماذا يُقتَلُ رُسُل الشرّ الذين أدركوا، دون شكٍّ،
ما فعلوه بالعالم.
لماذا لا يُواجَهون بذات المحبَّة التي قُوبِلَ بها
من أنقذَ عطر الزهرة بالشعر،
ومن كان واقفاً أمام نافذةٍ تُطلُّ على نهاية
العالم،
إنّه بحر الغَرَق المكوَّنِ في كلّ حركةٍ تقيم
الخيال وتُقعِدُ الواقع.
أيها الذي تُسمَّى الواقع: إلى الجحيم.
تعليقات
إرسال تعليق