دكتاتوريّة سلاح الحياة مأمون التلب كتبت هذه الورقة في يناير 2011م، بعد انفصال جنوب السودان، وقد علّق عليها الأستاذ الروائي والقاص إبراهيم إسحق في صحيفة الأحداث بعد نشرها، مُعارضاً لها، ونشرتها الكاتبة مزن النيل في منبر سودانيز أونلاين وكان هنالك تعليق وحيد من الروائي حامد بدوي بشير. أجد أن لها أهمية في حاضرنا اليوم، لذلك أعيد نشرها. مُقدِّمات : ) وتيْفَرَة هو عبدٌ عَسكريّ، من فِرَقِ الفرسان التابعة لشيوخ الهَمَجِ الوزراء. ومن المرجَّح أن استرقاقه تمّ خلال إحدى حصارات (رجب) لجبال النوبة إبَّان حملته على كردفان، لأنه بَلَغَ سنّ النضج في عهد ناصر وإدريس. ويمكننا أن نُقارب، خياليّاً، ذكريات (تيْفَرَة) عن طفولته مع ذكريات (دوقالوا دوقندان أري)، وهو أحد صبيان النوبة من الجيل التالي، والذي، مِثلَهُ مِثْلَ تيْفَرَة، استُرِقَّ وأُخِذ من موطنه كولدٍ صغير. وبالنسبة لدقالوا، كشاب في منفاه البعيد، عاشت ذكرى موطنه في ذهنه كعالمٍ مُصَغَّرٍ من المناظر والأشكال النائية والمنمنمة؛ ملوكٌ صغارٌ يلبسون الجواهر ويجلسون على ظهور الخيل، منحدرات من اللون اللازوردي من النبات الغض تحت الشمس الصافية...