طِيْنيَا - مأمون التلب

الخَندَق (حول فض الاعتصام وانقطاع الإنترنت) مأمون التلب مُقدّمة طينيَّة: في الوقت الذي كُتِبَ فيه (الخندق)، وبالضبط قبل عشرة أيام من ثورة الثلاثين من يونيو 2019م التي أطاحت بالمجلس العسكري، لم يَكُن الناس في حاجةٍ إلى كلمات، ولم يكن ثمّة قُرَّاء؛ كان هنالك ثائرات وثوّار فقط، يضعون نصب أعينهم هدفاً واحداً وهو حماية الثورة من انقلاب مجزرة فض الاعتصام، والحفاظ على مكتسبات الشهداء. لم أعتقد كذلك أنني كنت أستطيع الكتابة أصلاً، بينما أعاني من ذات الكوابيس الواقعيّة والحُلميّة التي يُعاني منها كل السودان. إلا أن اقتراب موعد الانتقام، وانقطاع الانترنت والحصار التام، أوجد نبضاً ما في العروق أخرج هذه الكتابة، وقد نشرتها ورقيّاً في تلك الظروف التي انتعشت فيها الصحف، بجريدة (السوداني) عبر ملف (الممر) الذي كنتُ أشرف عليه وقتها، بتاريخ 21 يونيو 2019م. في ذلك الوقت كُتب علينا في الصحافة والإعلام الحر أن نتغاضى عن صدمتنا مرحليّاً حتّى نتنفّس حريَّةً مرةً أخرى، إلى أن حقّقها الشعب في الثلاثين من يونيو، ذلك التاريخ الحاسم. أُعيد نشرها لقراء مدونة (طينيا) تذكّراً بمرور عامٍ على