التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٠

(بُحَيرَةُ اليَوم) - نص شعري، مأمون التلب

بُحَيرَةُ اليَوم مأمون التلب [نُشر الجزء الأوَّل من النص نهايات نوفمبر 2020م بصحيفة مداميك الإلكترونية، واكتمل نهايات ديسمبر ذات العام]         لقد تَنَاوَلنا خُبز البِحَار الواسعة، وفي الجُذُور تناوبنَا وبَكَينا ونُمنا، ونَامت أحلامنا. القبور السائلةُ كانت مفتوحةَ الوُجوه، العناقيدُ الطَيفِيَّة بوجُوه المفقودِينَ تَتلألأ؛ حتّى الشمس غضَّت بَصَرها وأنبتَت كل ما لم تراهُ، عَكَست الضوء، بل خلقت الظلال، ونامت.   هناك تركتُ جُثَث أصدقائي، حيثُ لم تَعرِف الضفافُ القريبةُ من قلوبنا، من أهلنا وأحبابنا؛ لم تعرف كيف تكون هجمة الدمار صحيَّة وخارقة: الخلق يجعل الكفَّ التي ترسمُ إلهةً، السحابةَ التي تمرُّ ولادةً، حتّى الحرب، عناقٌ لم نألف لوجوده شيئاً، بل لم نقطف أزهارَه اليائسة، فهو، في فوهة المدفع، برأسه، يُجلِّلُ كَوْنَه بآيات الحداد.   سالت عيني في الأنهار والمحيطات، غَامَت وتعامت عن أخطاء الكبار، ثمَّ نزفت دماء الذئاب الوحيدة، ثمّ خلقت أرضاً جديدة، من شدّة لحم الضحايا تكوّنت يابسة؛ ترنَّمت بالخطايا، صَرَخت بمحتوياتها الجحيميّة،