التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٠

أَرمَلَةُ الوُجُود

أَرمَلَةُ الوُجُود مأمون التِّلب حُبّ الأرض المُكثَّفُ في قُبلةٍ، لُعابِ مُحبٍّ، سلامِ صديقٍ، وزحمة سيرٍ بجانب جدارٍ نحتته الذكريات . حبُّ أرضٍ دائخٌ من شدّة جثثٍ جمَّلته؛ حَفِظَت عناوينه، بعثت له رسائل اللهفة مكتوبةً في لحظات الشنق والقصف . قرأ الحبُّ أنسجةً غاليةً لكراهيةٍ تَبرق في الظُلمات، قرأ أحلام الرصاص السكران متمرِّغاً باللحمِ والدم، والحديد القديم الذي ولَّدته الأرض رآه يبكي في زوايا الألوان، الشعر والموسيقى . بثورُ الأمل طَفَحت على جلدِ العاشقةِ أخيراً : الوجوه المكبوتة في عروقها، وبين شعيرات جلدها، - المُتوَحّشةُ بإتقانٍ باهر - نَفَدَ صبرُها؛ في الصباح الباكر تسلَّقت الشَّعرَ والفرو والمخالب والأنياب، زَمجَرت في أعماق المحيطات، (راقبتنا الأسماك الميّتة في الأسواق فاغرةَ الفاه) في الصباح أطلَّت على الهاوية من خلال كلّ العيون، صَرَخت بكلّ الأصوات، جَمَعت أبناءها إلى صدرها، هَرسَتهم في حِجرِها، حَنَّنت جسدها بدمائهم، دَهَنتهم على الآفاق وفي أَنْفُسِنَا، إنَّهُ حُبُّها هكذا . "

بوَّابةُ الشرق: عشرة أيامٍ بين مدينتين - مأمون التلب

بوَّابةُ الشرق (عشرة أيامٍ بين مدينتين) مأمون التلب مكتب وغاليري التشكيلي فيصل تاج السر عشرة أيام قضيناها مرتحلين في شرق السودان، أيامٌ قضيناها في مدينة كسلا، وأخرى جاورنا البحر الأحمر فيها بمدينة بورتسودان، وكذلك مررنا بتجربة العبور ما بينهما مرّتين، ورأينا خلالها المعنى الحقيقي والواقعي للسراب؛ سراب الأحلام والطموحات والحيوات المفقودة في الصحارى والقرى الصغيرة المبتورة من جسد الدولة الخادم للشعوب التي من المفترض أن تدير حياتها. كذلك قابلنا الوجوه الأخرى المشرقة للشرق، ممثلةً في إنسانها وثقافته واستيعابه لما يجري من حوله، فقد قابلتُ شباب الحِلَّة في كسلا وقضيت معهم مساءات شيّقة في الحوار حول مختلف القضايا والهموم بعقولٍ مفتوحةٍ وذكاءٍ لمّاح ومرحٍ لا يخلو أحياناً من السخرية المريرة والكوميديا السوداء، كذلك رافقت الفنانين والمثقفين في جولاتٍ بمدينة بورتسودان، والذين استقبلونا بحفاوةٍ لن تُنسى؛ زرت الغاليريهات وجلسنا إلى البحر وأوليناه أرواحنا، كما تكرَّم اتحاد الأدباء والفنانين بمدينة بورتسودان باستضافتنا خلال أمسيةٍ ثقافيّةٍ نعرضها خلال هذه الرحلة المكتوب