تنقيب الظلام في ضَرُورَة العُنف النسويّ مأمون التلب صورة: علاء خير (1) كتبنا في مقالٍ سابق* عن التحوّل الكبير الذي طرأ على التغيُّر في زمن التأثير الثقافي وحدّته، وقد فصّلنا في باب التحرّك النسوي العالمي في قسمٍ منها تناولَ "قضيّة نورا"، ونقول أنّ التغيُّر في التأثير قد أنتج واحدة من أقوى الحركات العالميَّة المُتوحّدة، بوعيٍ أو بغيره، ضدَّ ما ظلَّ واضحاً للعيان: ظُلماً ممنهجاً، مدروساً، مُنظَّراً له، بل هو حقٌّ ومُقدَّس. وبغض النظر عن الاختلافات ما بين البشر في جميع بلدان العالم، إلا أن فئة النساء ظ لَّت تعاني الأمرّين في عالم الرجال بكلّ جنونه وعبثه ولا معقوليّته في التعذيب، حدَّ أصبح جحيمُ الكتب المقدَّسة كقطعةٍ بائسةٍ من جنَّة. (2) الوعي بكل هذه المظالم قديمٌ جدّاً، ابتدائي، والمقاومة النسائيّة، فرديّة وجماعية، لم تتوقّف إذ، بطبيعة الحال، لا مُعلِّمَ أعلى شأناً من الألم. ولكن مع "الاتصال الشعبي العالمي" الحادث بسبب الانتقال إلى مراحل الهاتف الذكي رخيص الثمن، مُتاح للكلّ تقريباً، والفرديّ؛ فإن التضامن الواسع ما بينهنَّ، في كلّ زمانٍ...