كَوَابِيس المَاء مأمون التلب كحيتانٍ منتحرةٍ انبَطَحت أعضائي على اليابسة. هاجَمَتها كَرَّاً وفرَّاً، ودائماً؛ عند انتهاء الأنفاس الشَرِسَةِ، عند انطفاء أحلام الدم النائم على الساحة، بعد تجميعِ الظلال لأثوابها الممزقة بالأسلحةِ العَيْنِيَّة، وبعد انتشاء النبضات من خفوتها التدريجي؛ انزوت، عضواً عضواً، بالأسلحة تبكي عليها في نهاية اليوم. تكونُ الأسلحة كارثةً تتكرّر مشاهد انفرادها باللحم والذكريات في الكوابيس؛ ذلك النوع الذي تُجبَرُ فيه على التنفّس تحت الماء، واستلام أوراقٍ ومراسلاتٍ غامضةٍ من أشخاصٍ تعوّدوا الولوج إلى هناك، ولا يتميّزون عن كوابيس الماء في شيء. (1) [كانت الأشجار تلتَفُّ بجذوعها؛ بفروعها المقتولة بسنامات الأزهار، لتَحتَضِنَ نَفسَها. يَنهضُ الماءُ بوجوه اليابسة المتعدِّدة؛ حاملاً حصاهُ التّعليميّة يُثَقِّبُ بها ـ أمام حَشدٍ من أنواء الأثداء الجافَّةِ ـ خَريطة اللحمِ مَفتُوكاً بأعصابِهِ] إنَّني أَنشَرِقُ بأخشابِ هذا المَسرَح؛ أقتاتُ على ظلال مُمَثِّليه، منذ أن كانت الشَمسُ تُراقبهم ـ دَمِيْعَهم ـ مُذ ...