الـمَشِيمَة مأمون التِّلب 6 – 8 سبتمبر 2012م (1) إن احتَرَق الشجرُ أمامك فلا تستخف بالجذور الضاحكة بأوراقه، حتَّى إن مات الطائرُ بقلبكَ فلا تُغلق عين دمكَ دونَ أن تشعر بريشه وما تشبَّث بك من نملٍ قبِّل جحوره داخلك وما تشرنقَ بذات لذّتك امنحه الزهرة! لأنكَ من أنت؟ أمام كلّ ما يتحدّث إليك؟. الخوف من الوجه المشقوق القديم مُستَفرغاً من مرايا تحملها مُكسَّرةً، تَركضُ بها مَحلُوماً بمن منَحك الجَسد، الخوف يرُاقب ما يحدث: الخناجر الموعودة تفتح ثيابها مُستعدةً للضمّ والتقبيل، كاشفةً أعضاء لم تحلم بشرف تسليمها أنفاسك كاملةً؛ أنت تُسلِّم أجنحتك لذكرى تَمَزُّقها، في المقابل يُكشَفُ لكَ السجال الذي دارَ أثناء إشارتك الباكية لجحيمٍ اخترته لتُولَدَ فيه. يُراقب ما سَيَحدُث: على أحدهم أن يموت باستمرارٍ محاولاً اللحاق بأسلحة العالم الآخر؛ إذ كيف لهشاشة الإنسان أن تُدمَّر بسهولةٍ هكذا؟ كيف يقبل اللسان الواصل بين أبديّةٍ وأخرى بتحم...