التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٦

تنقيبات طينية (12): [ديستوفيسكي: الإنسان العادي]

تنقيبات طينيّة (12): الإنسانُ العَادِي ديستوفيسكي مقدّمة طينيّة: ستكون محظوظاً إن قُدِّرَ لكَ أن تُصادق شخصاً كأبرسي، مهتمٌّ بالفلسفات الوجوديّة، في ذات الوقت الذي تتفتّح فيه معارفك وأنت يافع مفتونٌ بالشيوعيّة و"اليسار"!. ذلك سيوازنكَ بكلّ تأكيد. أصدقاؤك هم دليلك للقراءة، وقد كانت نصائح مجدي مختار وأبرسي مُختلفة عن ما يُدفَعُ باتجاهك من آدابِ الواقعيّة الاشتراكيّة إبّان الفترة التي يُسمّونها بـ"صديق زملاء" أو وات إيفار. وفي حين كان مجدي حريفاً في مسائل الشعر والآداب والفنون، كان أبرسي شيطاناً في الفلسفة. أشار عليّ بكتاب (اللامنتمي) لكولن ويلسون، وقد كان هذا الكتاب مفيداً بحق. إذ كان بالنسبة لي سياحة فاتنة في الأدب الأوربي الحديث، وفي حيواة هؤلاء الكتاب الغامضين. من الذي جرَّني من فؤادي؟ كان ديستوفيسكي هو الأول، بينما تتبعت حياة أب الوجوديّة، سورين كيرغارد، خطوة بخطوة عبر كتب [إمام عبد الفتاح إمام: كيركجور، رائد الوجودية، جزءان]، هو وزميله (فريد زكريا)، المصريّان، لم يبخلا على المكتبة العربية بالكتب والترجمات المُعرّفة بتيارات فلسفيّة مهمّة، وبأ...

الحُجُب: استفاضة في أمر السلطة الفرديّة في عصر انهيار المؤسسات

تنقيب الظلام الحُجُب [استفاضة في أمر السلطة الفرديّة في عصر انهيار المؤسسات]  مأمون التلب  أبريل 2016م الصورة من فيلم Big short [العالم لا يُمكن إصلاحه؛ فالنِقم حفلةً إذاً!] غونتر غراس [ها قد وصلنا، ممسوسين بقوّةٍ لم تستطع حتّى آلهة القديمِ أن تُطلقها. إننا هناك، أمام بوّابات الجحيم. تُرى، هل سنقتحم الأبواب، ونُفجّر الجحيم نفسه.. مفتوحاً؟ أعتقد أننا سنفعل هذا. أعتقد أن مهمّة المستقبل هي اكتشاف مملكة الشر، حدّ ألا يبقى فيها أيّ أمرٍ، سرَّاً. سوف نكتشف الجذور المُرَّة للجمال، متقبلين الجذر والزهرة، الورقة والبرعم. لم يعد في استطاعتنا مقاومة الشر: يجب أن نَتَقَبّله]. هنري ميللر – رامبو وزمن القَتَلة يا للعار! لا يكفي أن تقرأ عن البشر. ستجني عليهم كثيراً إن حاكمتهم بناءً على تاريخهم مثلاً، إن معرفتهم عن قربٍ، والوقوع في حبّهم ـ وهو أمرٌ سهلٌ جداً ـ ثم أن يفتحوا لكَ قلوبهم فتلك أسرار الأسرار. إنني أتحدث عن تلك الفئة الهلاميّة التي يُطلقون عليها "عامّة الشعب" و"المواطن البسيط" وغيرها من التسميات التي لا أملك إلا أن أتحفّظ عليها بعد...