تنقيبات طينيّة (12): الإنسانُ العَادِي ديستوفيسكي مقدّمة طينيّة: ستكون محظوظاً إن قُدِّرَ لكَ أن تُصادق شخصاً كأبرسي، مهتمٌّ بالفلسفات الوجوديّة، في ذات الوقت الذي تتفتّح فيه معارفك وأنت يافع مفتونٌ بالشيوعيّة و"اليسار"!. ذلك سيوازنكَ بكلّ تأكيد. أصدقاؤك هم دليلك للقراءة، وقد كانت نصائح مجدي مختار وأبرسي مُختلفة عن ما يُدفَعُ باتجاهك من آدابِ الواقعيّة الاشتراكيّة إبّان الفترة التي يُسمّونها بـ"صديق زملاء" أو وات إيفار. وفي حين كان مجدي حريفاً في مسائل الشعر والآداب والفنون، كان أبرسي شيطاناً في الفلسفة. أشار عليّ بكتاب (اللامنتمي) لكولن ويلسون، وقد كان هذا الكتاب مفيداً بحق. إذ كان بالنسبة لي سياحة فاتنة في الأدب الأوربي الحديث، وفي حيواة هؤلاء الكتاب الغامضين. من الذي جرَّني من فؤادي؟ كان ديستوفيسكي هو الأول، بينما تتبعت حياة أب الوجوديّة، سورين كيرغارد، خطوة بخطوة عبر كتب [إمام عبد الفتاح إمام: كيركجور، رائد الوجودية، جزءان]، هو وزميله (فريد زكريا)، المصريّان، لم يبخلا على المكتبة العربية بالكتب والترجمات المُعرّفة بتيارات فلسفيّة مهمّة، وبأ...