بثورُ الأمل مأمون التلب (1) يَعرفُ القاصي والدّاني من كوكَبِ الأرض أن نظاماً يضمحلّ وقد حلّ مكانه، بصورةٍ لا تزال شبحيّة وشيطانيّة، نظاماً جديداً تماماً في كلّ شيء. يَترَادفُ هذا المعنى مع كلمات واقعيّة جدّاً كـ(انعدام الأمل) كـ(الحبّ الذي هَجَرَ الكوكب)، والمُعبِّرة الكبرى: ماتَ الإله!. جميعها تسميات لانهيار النظام، وبينما تبدو لنا نهايات أنظمةٍ في الماضي وكأنها نزهة مُسالمة في الطبيعة الخلابة، فإن انهيار هذا النظام يبدو لنا أبديّ التّحقق؛ سيظلّ يضمحلّ ويطحن أجساد المخلوقات الأرضيّة بإصرارٍ وعنادٍ ومثابرةٍ غير أرضيين؛ سيظلّ يفعل ذلك إلى أن نفنى. ولكن، ألا نعلم جميعنا أن ذلك سينتهي؟. إنّه ليس انعدام أمل، إنه تحوّلٌ في صيغة الأمل؛ هل نريد فعلاً أن ننقذ العالم الذي يغرق أمامنا اليوم؟ ألا نتمنى موته؟ فناءه؟ امّحاء كل مؤسسات الكذب المستمر المتّحدة عن وجه الأرض؟. ذلك ليس لأجل الفناء كغاية، وإنما كوسيلة نَبشٍ في جلد هذه الجثّة لإخراج الحيّ من الميِّت إخراجاً أقلّ هَدراً للدماء؟. نهاية الاتحاد السوفيتي أتت بتنازلٍ، تخلٍّ عن مشروع الدولة الميّت، وكان دراميّا...