قَافِلَةُ التَّرمِيل مأمون التلب عالمٌ كانَ مُحاطاً بأصابعِ اليد، حيثُ تُرهِبُكَ الأحداثُ المفاجئة، وهي تَلِدُ معانيها من معَادِنِ رُوحكَ. حينها تغدو اليدُ نَهراً تتناثَرُ من خطوط مُستَقبَلِهِ المحتومةِ جُثَثُ الغَرقى، وفي فراغِ ذكرياتٍ خلّفتها الجثث تسكنُ أشباحٌ مُستَهلكةُ الإضاءَة، تُعاني تورّماتٍ طيِّبة. وفي الأَسرَّةِ التي مُنِحت لاستقبال الأشباح، ناءَ كاهل الحبِّ بالإفاضة، وحُجِّبت منابع الإلهام: كانت اللغةُ تُخلَق. ... عالمٌ كانَ مُحاطاً بِمَثَالبِ العين، هناك، على مرمى النَظَر ستظهر الطيور أولاً، تنقشعُ غيومٌ غامضةٌ بتأكيدٍ صارخ، وذكرى أمطارٍ لن تَهطلَ تَتَرَقرَقُ على شَفَتيك؟ إن كُنتَ تنطقُ بشفاهٍ شبيهةٍ بهذه دائماً؟ حلوة المذاق في كلِّ شكلٍ تتخذه؛ لمعةُ عينِ طفلٍ مُفَاجِئَةٍ مثلاً: داكنةً في أحيانٍ، بوَدَاعٍ برَّاقٍ في أحيانْ. جثّةُ حيوانٍ ببطنٍ مبقورٍ تُلقَى على طريقٍ التَقيتَ فيه الطفلَ فجأةً؛ رائحةُ التَّركِ تُحيطُ بشَفَتيكَ حينها تَنهَرُ روحي وتذيبُ أشبَاحَها. وبينما أُقبِّلُ كلَّ ...