التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٢

في اشتباك الموسيقى مع التحول السياسي - نجلاء عثمان التوم

في اشتباك الموسيقى مع التحول السياسي نجلاء عثمان التوم إلى ناجي البدوي الإشارة هنا للموسيقى في عبورها المحض، الموسيقى المخلصة لمنطقها الفني وليس الموسيقى المستخدمة سياسياً. هذه الموسيقى الغافلة الآبقة المنغمسة في ذاتها هي التي تفعل، وهي وحدها المؤهلة للفعل السياسي وليس أي موسيقى أخرى. الإصغاء لمغامرة الفن، للموهبة وأشواق ما هو غير معين بسياق تاريخي يخلص العمل الموسيقي من لحظته ويحوله إلى مارد فضيلته الأساسية التخريب. تخرب الموسيقى الحقيقية، والتي بمثابة قناص، اللحظة الخربة التي تحتاج وتستجدي التخريب. تغتال الموسيقى الحرة الذوق المستعبد، تعيد النظرة الهاربة إلى جحيمها المتفاقم، تحول الجحيم الشخصي المحتمل إلى جحيم غير شخصي وغير محتمل، وتخرب الأكاذيب التي يتعيش عليها الأمل الرخيص والرضا. ما الذي يحرك الجموع ؟ ليس الجوع   ولا الغبن ولا الأمل، ما يحركها هو الاحراج، ذلك النزف المكتوم الذي لم يعد من الممكن الهرب من التحديق فيه وهذا هو بالضبط ما يخلقه الفن العظيم. يتجاوز المغني لحظته التاريخية، وجمهوره و حنجرته ، وموسيقاه وعازفيه، وفيزياء تتماهى مع وتخدم الخنوع والقانون والع

محبة الأعداء بالثقافة

مداخلة تقدمت بها في الملتقى التفاكري الثاني حول الأزمة الوطنية في السودان الدوحة، قطر، من السبت 22 إلى الاثنين 24 سبتمبر 2012 مأمون التلب [ولن تَكونَ مبالغةً إذا قلت أن الحرب قد حَوَّلت الناس إلى مثقَّفين، لكنها جَعَلَت منهم عَدميين لفترةٍ من الزمن. الناس الذين كان من الممكن، بالطرق العاديَّة، أن يُمضوا حياتهم بنحوٍ هادئ حوَّلتهم الحربُ إلى متمرّدين. ما الذي كان يمكن أن أكونه لولا الحرب؟ لا أعرف، لكنه شيءٌ مختلفٌ عمَّا أنا عليه الآن. إذا حَدَث ولم تقتلك الحرب فمن المؤكَّد أنها ستجعلكَ تفكِّر؛ لا يمكنك بعد ذلك الاضطراب المعتوه الذي لا يوصف أن تستمر باعتبارك للمجتمع شيئاً أبديَّاً غير قابلٍ للشك، كالهرم. لقد صرت تعرف أنه مجرَّد خَرَاب](1) جورج أوريل – الخروج إلى الهواء الطلق نقاط أوليّة: أولاً: لا أرى اختلافاً (نوعيَّاً) بين ما يحدث في السودان من حروبٍ ونزوحٍ ومجاعات، وبين الحادث، باستقرارٍ، في بقيّة دول العالم؛ وإنما هو ـ بعبارة الأستاذ محمود محمد طه ـ اختلاف كَمِّي؛ لا أؤمن بالاختلاف الذي ينبعُ في العين من الوَهلة الأولى؛ وتحديداً إن لم تُصادف هذه ال

مقدمة في تاريخ الأرض لسيدنا: مازن مصطفى

سيأتي يوم في مستقبل الأرض، تشتهي فيه الأرض حريتها فتمحو التراكم كله تواطئاً مع ضجرها من لا خلاصهاالأزلي؛ ستحاول أن تعيد كل شيء إلى الأرض، ستعيد الطبيعة للطبيعة والطقس لرغبات الطقس، والبشري لما قبل البشري، تحديداً للنقطة التي تسبق بداية إدراك البشري لنفسه مباشرة، حين نظر كائن ما فأبصر، أي توهم أنه أبصر: هذه هي النقطة المعنية؛ نقطة قبل التوهم مباشرة، قبل ابتكار أخيولة، أي اللحظة التي فيها ستحدث الأرض . في اللحظة التي كانت الأرض ستحدث فيها، كانت كائنات تذوب لتغدو الأرض. نعم؛ هي كائنات ذابت، وليس الذوبان دقيقاً لوصف ما جرى للكائنات، بل ربما التحول، بل ربما الانتقال، بل ربما اللاشيء، ربما كانت كائنات لحظة أن اشتهت الأرض حريتها هي الأرض نفسها. الأرض هي كائنات لحظة ما؛ يبدو هذا مُقنعاً . إذن الأرض هي كائنات عديدة اشتهت حريتها؛ لهذه الكائنات تاريخ طويل، فقبل أن تشتهي حريتها كانت تحيا على ظهر صيرورتها نفسها، وكانت تشهد على صيرورتها لدرجة أنها بزمان ما ارتدت الملابس وصنعت الألة والمزمار، ثم لم تلبث أن تخلت عن الألة وعزاء الكسل وتفرغت لجعل صيرورة المزمار حياتها وبالطبع خلعت الملا