في الحمَّام الفضائي مأمون التلب ــــــــــــــــــــــــــــ في ذراتٍ منسيَّةٍ من جسمكَ تكمنُ قلاعٌ تُسَوِّرها بحار، وفي قاعِ كلَّ قلبٍ من قلوب نسائها ورجالها، يكمن نهرٌ سريٌّ لا يَني يُعبِّرُ عن نَفسه بالفيضان، من حينٍ لآخر: وسط التحطيم يَرفعُ راياته الحالمة، وسط ساحة الانتقام، حيث ترقص الجثثُ لأجل إحياءِ بعضها، يُلهب نيرانَه. أنتَ لن ترى: في ذراتٍ منسيّةٍ يكمن حلم العدوّ، يتصاعد الطين الذي لم تنتبه لخيانته لك! يتصاعد بخار الجثث، وأنت، في الحمام الفضائي، وسط النجوم، ولا تبالي. وفي نهاية الممر يكمن خنجر النهر، بآياته، في انتظار غَرسِهِ البارِّ في جِسمك: الطبيعة لن تُبالي. طَلبتَ الغفران بصوتٍ منخفضٍ، إذ كان حلقكَ عالقاً في الأحشاءِ الميَّتةِ من العالم، حيث الجراثيمُ تُعلِّقُ ملابسها الداخليّة على هدب عينيكَ بحقوقٍ قانونيّةٍ مُطلقة. طلبتَ الغفران، وانتحى – من جانبِ قبركَ العزيز – كلَّ كَبَد. والآن: تعيشُ النارُ قروناً في خدمةِ العار، هي التي ألَّهت الخيال، وبجّلت العاطفة هي التي عرَّفتكَ بأمراضكَ؛ ونامت في حُض...