هل التقيت نفسك اليوم؟. شعرُ آخرٍ هائمٌ داخل شعرك كشوارع ليليّةٍ هائمةٍ دون بشر، تخنقُ الليل إذ هو وحيدٌ أمامها؛ الأضواء تتدلّى من نوافذ العيون التي تتهشّم لتقول أنها تَرَى الفاكهة النابتة من العيون لتقول أنها عمياء العماء المقتصرُ على الصراخ: أيتها الحقول التي تُحيط بالجسد، من سيّجك وجذّر اسمه بتربتك ليشبه روحك؟. هل التقيت نفسك اليوم؟ التقيتُهَا لكَ بينما كُنتَ، أنتَ، غافلاً عن ظَهْرِهَا المتقرّح بانحناء خيالاته؛ التقيتُهَا لكَ؛ وقد كانت، نفسُكَ، تقبّل جداراً نَظرتَ إليه دون أن تهتمّ، كانت تُداعب سيقان مقطوعة تتراكض ولم تعتبر أنها، من الممكن، أن تكون مفقودةً منكَ كانت تُخلِّع أضواء شموعٍ خُنِقت لأنك لم تعرف جمال سيلانها في الظلام، وشوقها له. هل التقيت بنفسك اليوم؟. نَفْسُكَ كانت تتنفّس في هدوء الهواء المُنَافِسِ لك، إذ هي تبحث عن نسيانكَ لها والهواء يبحث عن نسيانكَ لهُ؛ يدخل جَسَدَك، يخرجُ، كجزء من جسدك لن تراه ولن تحسّ بأحقيته في الحياة أكثر من ما يمنحك من حياة، أيها القلب المُستَعبد؛ أيها الذي يحتقر الدماء المخضوضة في أنحاء غُرف...