مأمون التلب
أنا
منفصلةٌ عن العالم، إنني أجتاحه، أكوِّمه بعينيَّ إلى ما لا نهاية؛ حيث تتعتَّقُ
الحرب، وتراكَ العين في ماء عينها. يا إنسان، أيُّها الكاهن الأكبر؛ الطائر
المهجور من قِبَلِ أعشاشه العديدة؛ بيضها يحلِّق معَك، حتى وإن كان البيض يتخيّل
أنه يطيرُ معكَ فإنه يطير؛ في قلبك رأيناه ينضج في بركة الدماء العظيمة، وبيديك
أخرجتَ قبوره المهروسة؛ ذلك الصفار الذي لن يتكرَّر أبداً، أبداً، أتسمعني؟ أيّها
الخَوّان؟.
متى
ستسنفد خياراتك؟ لأن الأشياء ستتغيّر بسرعة، كذلك فإنني أرقدُ على سريرك، وعواء
البراكين يحيط بالملاءات، حتَّى النوافذ أغلَقَت أشباحها، وعكست صورة الفضاء
تنتفضُ على صفقةِ الشجرة الواقفة أمام البيت تنتظر خروجنا؛ لتَلحمنا بها، بجذورها
وأنخاب جفافها المستمر؛ حيث يحتفل المجنون مع أصدقائه؛ يتقاذفون بـ(التُّرَب)؛
بأحشاء أحبّائهم النابضة داخل النبض الأكبر؛ هذه الأرض أيّها الخَوَنة، إنني
الأرض.
حتَّى
وإن لم أكن من لابدَّ أن يكون، فأنَّني عتبةٌ في طريقه؛ لأنه سيكون كثيراً؛ الكثير
من الأفراد؛ هذه الأرض هي الكثير من الأفراد والجمادات والكائنات الحيّة، فما هو أشدُّ
دليلاً على تعدّد الله من هذا؟ لأن التعدّد حجب صورة الأرض، ولذلك سعى وعيُ الأرض
لتوحيد هذا التعدد، مع توحيد هذا الفن العظيم؛ أعني مخلوقات الإنسان، هذا الإله.
Well inspired writing
ردحذفشكرا يا مأمون
إيمان
عفواً يا إيمو :)
ردحذف:)
ردحذف